محمد أغصاي، فنان تشكيلي مغربي، من أبوين ريفيين، مولع بالفن والفلسفة بمقدار حبه لوطنه المغرب ولملوك الدولة العلوية، حيث استطاع أن يسخر ولعه بالريشة والصباغة الزيتية وحبه لقلم الرصاص في لوحات تشكيلية فريدة. كرس محمد طفولته من أجل الفن، فهو كل شيء بالنسبة إليه، وهو المسار الذي اختار السير عليه، كأي طفل يولد بفطرة حب كل ما هو جميل والانجذاب للمثير والأشكال، ومفتون بعالم الألوان الذي يسحره ويراه بنظرة غير عادية. نظم محمد أول معرض فني له بمدينة الداخلة سنة 2015، عرض خلاله أكبر ثلاث لوحات فنية في العالم، تهم خريطة المملكة المغربية، ولوحة أخرى للملك محمد السادس، وثالثة خطية لمقتطف من الخطاب الملكي "المغرب في صحرائه والصحراء في مغربها". وتحسب للفنان، الذي رأى النور قبل 30 سنة ونيف من الآن، ببني أحمد إيموكزان في إقليمالحسيمة، عصاميته، كما أن المسار الجامعي ضمن شعبة الفلسفة مكنه من مخالطة فنانين مغاربة والاحتكاك بهم، وفتح له أبواب التعرف على تشكيليين درس عنهم قواعد وأبجديات الفن التشكيلي، ليشق مساره الفني بخطوات ثابتة بعد ذلك. خلف كل لوحة حكاية، ووراء كل حكاية قصة عشق، فقد نهل الفنان الشاب من علوم الأدب والفن والفلسفة كفراشة تحوم فوق حقول الورد، متوجا شغفه الفني والجامعي ببحث في سلك الإجازة موسوم "بفلسفة الفن من خلال الصورة التشكيلية"، حرصا منه على تنمية رصيده من الناحية النظرية وتاريخ الفن... ويرى محمد أغصاي أن الفن التشكيلي يعدّ أحد أهم وأرقى مكونات الفنون، وليس مجرد فن عابر أو تقليدي يمكن التعامل معه بشكل روتيني؛ بل هو من علامات الهوية الأصيلة المتغلغلة في تفاصيل وثنايا الحياة اليومية والقديمة، وتاريخ الدولة وأحد أكثر الفنون العالمية تنوعا وثراءً، وفق تعبيره. ويعمل هذا الفنان على نقل انفعال محسوس في علاقة الفن بكل من الهوية والوطنية، بأعمال توثق لبورتريهات ملوك الدولة العلوية، ضمن لوحاته التي مزج فيها بين رونق الفن التشكيلي وبين حبه وتعلقه بأهداب العرش الملكي. وشدد محمد، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، على أن الفن التشكيلي يعد أرقى وأسمى الفنون التي تخدم الوطن، وبهذا الخصوص يقول: "حملت رسالتي الفنية التي تحتوي في طياتها على حب الوطن والملك الذي أعتبره رمزا للوحدة الوطنية، والضامن للاستقرار وسط تنوع ثقافي كبير وجو من التوتر الذي تشهده أغلب بلدان العالم في الوقت الحالي". ويبدع محمد ضمن صنف البورتريه، ويعمل جاهدا على نقل تاريخ الدولة العلوية إلى الأجيال المقبلة، إيمانا منه بضرورة المساهمة في التثقيف وتمرير قيم المواطنة إلى الناشئة بالمملكة المغربية، رافعا حلما وتحديا في دخول موسوعة "غينيس" للأرقام القياسية بعدد اللوحات الراصدة لملوك وأمراء الأسرة العلوية. كما يعشق هذا الفنان العمل مع الأطفال، محاولا تمكين شريحة كبيرة منهم من تعلم قواعد الفن التشكيلي على وجه الخصوص، ومبديا حلمه ورغبته في رسم أكبر عدد ممكن من اللوحات التشكيلية لسلاطين الدولة العلوية لتأثيث جنبات القصر الملكي أو جمعها في متحف يعد خصيصا لهذا الغرض. ويطمح أغصاي إلى لقاء الملك وتقديم أعماله الإبداعية لشخصه، مستحضرا في هذا الباب الاهتمام الكبير والعناية الراسخة للملك محمد السادس بهذا الفن؛ آملا أن يتم إحداث جائزة محمد السادس للفن التشكيلي.