نظم عبد الإله الناصف، الفنان التشكيلي المغربي المقيم في نيويوركالأمريكية، معرضا تشكيليا لآخر أعماله الفنية بمدينة مولاي إدريس زرهون، بتزامن مع الاحتفال بعيد المولد النبوي الشريف. المعرض، الذي احتضنه مشور الضريح، عرف تجاوبا كبيرا من ساكنة المدنية والزوار، خصوصا أن كل الأعمال المعروضة ذات حمولة روحية، بث فيها الفنان عصارة تجارب تشكيلية راكمها على امتداد أربعة عقود من الإقامة الفنية بعدد من الولاياتالأمريكية. وعن هذا المعرض يقول محمد خصيف، الفنان التشكيلي والباحث الجمالي: "المعرض سابقة من نوعها، التقى خلالها المنجز التشكيلي المعاصر بمعمار الحاضرة الإدريسية العريقة.. وهكذا أثيرت تساؤلات عديدة حول الأعمال المعروضة، تساؤلات فضولية، تطرح من أجل الفهم والمعرفة..وذلك ما يسعى إليه الفنان الناصف؛ فمنذ أن ركب مغامرة التعبير التشكيلي، وارتمى بين عباب أمواجه، أخذ على نفسه أن تكون أعماله خارقة للمألوف، مثيرة للتساؤل، تلزم المتلقي/المشاهد بأن يكون فاعلا نشطا في عمليات تأويله منجزه الفني، وليس متلقيا خاملا يتلقى ما يعرض أمامه ويكتفي بما تراه العين..". ويعد عبد الإله الناصف من الفنانين المغاربة الذين طوروا أسلوبا خاصا بهم في التعاطي مع المادة والموضوع التشكيليين، إذ ينهل الفنان من موروثه الثقافي والروحي الذي استقاه من حضارتين ونمطي حياة مختلفين عاش في أحضانهما. ولد الناصف في مدينة مكناس، وهو خريج المدرسة الوطنية للفنون الجميلة بتطوان، وقبلها المدرسة الوطنية للفنون التقليدية بالمدينة نفسها؛ سافر إلى باريس من أجل استكمال تكوينه الفني الأكاديمي، وبعدها التحق بنيويورك لاستكمال دراساته التشكيلية بمدرسة الفنون البصرية، واستقر بها ومنها انطلق مساره الفني.