قال المؤرخ الإيطالي، ماركو باراطو، إن دعم مقترح الحكم الذاتي للأقاليم الجنوبية الذي تقدم به المغرب هو "دعم للسلام في المنطقة وفي أوروبا بأكملها". وأضاف المؤرخ الإيطالي، في تصريح صحافي بمناسبة الذكرى ال44 للمسيرة الخضراء، " لهذا السبب أعتقد بأنه يجب على إيطاليا التفكير بجدية في الأهمية البالغة للوحدة الترابية للمملكة المغربية، لأن دعم مبادرة الحكم الذاتي التي تحظى بإشادة المجتمع الدولي كمقترح جدي وذو مصداقية، هو دعم للسلام". وأشار إلى أنه يتعين على إيطاليا أن تدعم سياسة الملك محمد السادس لرفع مستوى التعاون الدولي وتحقيق التنمية الاقتصادية في المغرب من خلال دعم مشروع الحكم الذاتي لأقاليمه الجنوبية، وهوما يعني دعم قيم السلام التي يرتكز عليها تأسيس المملكة المغربية. وأكد أن القرار 2494 الذي اعتمده مجلس الأمن الدولي يوم 30 أكتوبر الماضي، يؤكد أن المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية هي "ركيزة مهمة وأساسية لتحقيق الاستقرار في المنطقة وكذلك لتبديد التوترات". واستعرض باراطو المزايا السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي يتيحها مقترح الحكم الذاتي في الأقاليم الجنوبية للمملكة. فعلى المستوى السياسي، أوضح، أن مبادرة المغرب ستمكن من تحقيق الاستقرار في المنطقة التي تعيش توترات تؤثر بشكل مباشر وغير مباشر على أوروبا، معتبرا أن" استقرار الأقاليم الجنوبية، في الواقع، لا يعني المغرب وحده ولكن أوروبا برمتها وحتى شركائها". واعتبر المؤرخ الإيطالي أن السياسة التنموية في الأقاليم الجنوبية ستمكن، وفق رؤية الملك محمد السادس، من تنمية وازدهار ليس فقط هذه الأقاليم، وإنما جميع مناطق المملكة، وهوما من شأنه أن يجعل المغرب همزة وصل بين الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي. وأضاف أنه على المستوى الاجتماعي والإنساني، سيسمح استقرار الأقاليم الجنوبية، الذي يكرسه الدستور المغربي، ب"إدارة رشيدة وذكية " لتدفقات المهاجرين من عدد من بلدان إفريقيا إلى أوروبا، تماشيا مع ما تم التوصل إليه في المؤتمر الدولي حول الهجرة بمراكش الذي تم خلاله اعتماد الميثاق العالمي من أجل هجرة آمنة، منظمة ومنتظمة. وأبرز باراطو أن المغرب، وبفضل الوضع المتقدم مع الاتحاد الأوروبي وشراكاته الاستراتيجية مع العديد من الدول، من بينها الولاياتالمتحدةالأمريكية، يشكل اليوم جسرا بين البحر الأبيض المتوسط وأوروبا وباقي القارات، وقال إن دعم المقترح المغربي للحكم الذاتي يعني فتح صفحة جديدة في تاريخ العلاقات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية بين شمال إفريقيا وأوروبا وباقي دول العالم. وشدد المؤرخ الإيطالي على ضرورة إعادة التأكيد على أن "سيادة المغرب على أراضيه كانت ممتدة منذ تأسيس المملكة منذ قرون"، مؤكدا أنه "لا يمكن إغفال هذا الجانب التاريخي" في أي نقاش حول قضية الصحراء المغربية. وذكر أنه " في مبادرة لإنهاء النزاع تقدم الملك محمد السادس بمقترح الحكم الذاتي للأقاليم الصحراوية الذي يخول لساكنة المنطقة تدبير شؤونها المحلية وتعزيز التنمية السوسيو- اقتصادية في المنطقة تحت السيادة المغربية"، مؤكدا أن مقترح الحكم الذاتي يأتي كسبيل سلمي لإنهاء النزاع المفتعل حول الصحراء ويحترم الأسس التاريخية والقانونية، وذلك على غرار المسيرة الخضراء السلمية. وفي معرض حديثه عن المسيرة الخضراء المظفرة، أشاد هذا المؤرخ بكون هذه المسيرة مبادرة سلمية ومدنية أراد من خلالها الملك الراحل الحسن الثاني إثبات السيادة الكاملة للمغرب على أرض كانت دائما جزءا لا يتجزأ من أراضيه. وأكد باراطو أنه على مر تاريخ الأمم، تعتبر المسيرة الخضراء " حدثا نادرا، إن لم يكن الوحيد، الذي مكن من تحرير الوطن بطريقة سلمية ودون إراقة الدماء".