اشتكت ساكنة عين التريد بجماعة أمرصيد إقليم ميدلت من العطش والجفاف، اللذين يهددان حياة البشر والحيوان والشجر على حد سواء، الوضع الذي دفعها إلى إطلاق صرخة استغاثة لتوفير المياه الصالحة للشرب وللري أيضا. وفي فيديو منتشر على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ظهر مواطن رفقة أبناء المنطقة، برجالها ونسائها، وهم يسردون معاناتهم مع غياب المياه عن الصنابير، والمآسي التي يتجرعون مرارتها منذ سنوات دون التفاتة تنهي مشكل انعدام المياه. وبعد هذا الفيديو والزيارة التفقدية التي قام بها فاعلون مدنيون، تعالت أصوات تدين التهميش الذي يعيش على وقعه هذا الدوار، وتدعو إلى إيلائه الاهتمام اللازم، وتوفير الماء باعتباره مادة حيوية ضرورية في الحياة. وفي هذا الإطار، قال وسرغين محمد، نائب المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل: "في إطار الزيارات التي نقوم بها من حين إلى آخر إلى المناطق الجبلية، وقفنا على معاناة ساكنة عين التريد بجماعة أمرصيد بإقليم ميدلت؛ إذ الجفاف والعطش يأتيان على الأخضر واليابس، وقد خلفا أضرارا بليغة بأشجار الزيتون، وباتا يهددان كذلك الماشية، بل والسكان أيضا، لأن من أسباب هذا الجفاف تضرر الفرشة المائية بفعل استثمارات فلاحية والترامي على أراضي الجموع". وأضاف وسرغين، في تصريح لهسبريس، أن "ساكنة عين التريد تعاني من نقص حاد في مياه السقي والشرب، والمنازل غير مزودة بالماء الصالح للشرب، ما يجعلنا نسائل نجاعة السياسة المائية بالمناطق الجبلية؛ إذ لا يعقل بناء سدود والساكنة المجاورة يهددها الجفاف والعطش. والغريب في الأمر أن أغلب السدود تتمركز بالمناطق الجبلية، وتساهم هذه المناطق بنسبة لا تقل عن 75 في المائة في الثروة الوطنية المائية". وزاد نائب المنسق الوطني للائتلاف المدني من أجل الجبل أنه "من غير المعقول ألا يستفيد المواطنون من هذه الثروة، وأن تتجه هذه المياه إلى المناطق السهلية والحضرية خارج الجبل، وعين التريد نموذجا لما يحدث؛ إذ يبعد الدوار ببضعة كيلومترات عن السد". من هنا، يردف المصدر نفسه، "نجدد نداءنا إلى كل السلطات بميدلت، محلية كانت أو إقليمية، قصد التدخل لإيجاد حل لهذا المشكل الذي يهدد أزيد من 500 نسمة بعين التريد بالهجرة الجماعية، وإرساء بنية تحتية تساعد على استقرار السكان، من قبيل مركز صحي، وغيره من المرافق. كما أنه لا بد أن تفكر الدولة، باعتبارها ذات إمكانيات، في سن سياسات تجعل من الثروة المحلية دعامة للتنمية الترابية". من جهته، قال الهاشمي إسماعيل، رئيس جماعة أمرصيد، إن "مياه الشرب متوفرة في الصنابير، وهذا ينفي الحديث عن العطش الذي يروج. أما في ما يخص الجفاف، فإن جماعة أمرصيد برمتها تعاني منه، وليس دوار عين التريد لوحده، لأن قلة التساقطات لسنوات هي السبب في ما وصلنا إليه اليوم". واقترح الهاشمي، في تصريح لهسبريس، حلا لإنهاء هذا المشكل؛ يتعلق بإنشاء السد، موردا: "لقد راسلنا وكالة الحوض المائي على أساس إنجاز دراسات تهم الموضوع، غير أن القائمين على الوكالة أجابوا في ما بعد بأن الدراسات لم تُقبل، باستثناء المتعلقة بمنطقة برتات، وحين الانتهاء منها سيشرعون في العمل". وزاد رئيس الجماعة نفسها أن "دور الجمعيات هو تأطير الناس حتى تعم الفائدة، وهذا ما لا نلمسه هنا، والجماعة مستعدة لتقديم يد المساعدة من أجل تجاوز مثل هذه المشاكل التي تؤرق الساكنة". وأبرز الهاشمي أن "الجماعة أنجزت دراسة من أجل تهييئ حوض كبير لتجميع مياه الأمطار بغية استعمالها واستغلاله بشكل معقلن ومنظم كلما دعت الضرورة إلى ذلك. ولتحقيق هذا، نحتاج إلى تضافر الجهود ومساندة الساكنة والجمعويين أيضا"، على حد قوله.