بعد تتويجه في عدد من المهرجانات والمحافل الوطنية والدولية، أثار فيلم "وليلي" للمخرج فوزي بنسعيدي، بعد عرضه في القناة الثانية، غضب واستياء فاعلين جمعويين بمدينة الحاجب؛ وهو الغضب الذي وصل إلى قبة البرلمان، بسبب إلصاق صورة الدعارة بالمدينة. ووجّه خالد البوقرعي، النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، سؤالا إلى محمد الأعرج، وزير الثقافة والاتصال، بسبب الفيلم، الذي قال إنه "يسيء" إلى مدينة الحاجب ويتضمن كلاما "بذيئا"، مطالبا المسؤول الحكومي سالف الذكر بفتح تحقيق شامل في الموضوع. واستجاب البوقرعي، عن حزب العدالة والتنمية، لنداء سكان الحاجب ومنتدى "توسنا" للثقافة والحوار بالحاجب، الذين استنكروا إلصاق الصورة النمطية المسيئة إلى المدينة وخدش مشاعر سكانها. وأورد النائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، في السؤال الذي وجهه إلى الوزير الأعرج، أن "الفيلم يحمل إساءة بالغة إلى مدينة الحاجب وأهلها، والتي عانت من إلصاق صورة نمطية بها لعقود من الزمن تجاوزها أبناؤها بنضال مرير لتحريرها منها؛ لكن "دوزيم" أبت إلا أن تحيي جروحا قديمة". وتضمن فيلم "وليلي" عبارة "فين بغيتيه يمشي راه مقصر في الحاجب"؛ وهو ما اعتبره فاعلون جمعويون بالمدينة ذاتها ينطوي على إساءة إلى المدينة، خصوصا أن هذه الصورة النمطية لصيقة بها وتسيء إلى أهلها. وفي السياق ذاته، أطلق أبناء مدينة الحاجب عريضة إلكترونية على الموقع العالمي "أفاز"، طالبوا من خلالها وزارة الثقافة والاتصال والمركز السينمائي المغربي بمعاقبة المخرج والسيناريست فوزي بنسعيدي والقناة الثانية. وأدان منتدى "توسنا" للثقافة والحوار بالحاجب ما وصفها ب"السلوكات الشاذة والممنهجة في رسم وإلصاق صورة الدعارة بمدينة لها تاريخ نضالي مشرف". وأمام هذا التمادي المقصود للإساءة إلى المدينة وسكانها، أعلن المنتدى سالف الذكر عن استعداده للانخراط في أي محطة نضالية والاصطفاف إلى جانب الهيئات المحلية في التصدي لكل فعل مغرض همه الإساءة إلى مدينة الحاجب وخدش مشاعر سكانها. في مقابل ذلك، اتصلت هسبريس بالمخرج المغربي فوزي بنسعيدي للرد على الاتهامات الموجهة إليه؛ لكن هاتفه ظل يرن دون جواب. وتدور أحداث فيلم "وليلي" عن قصة حب تجمع بين "مليكة"، وهي خادمة لدى عائلة غنية، و"عبد القادر" موظف أمن خاص يعمل في مركز تجاري يوفر له راتبا؛ لكنه في الوقت نفسه يسلب منه الكرامة، ولا يضمن له الراتب حياة جيدة، حيث لم يستطع أن يجد سكنا مستقلا يجمعه بحبيبته، ورغم ذلك فهو متمسك بحبه لها. ويلخص الفيلم المثير للجدل خبايا العلاقات العاطفية في المجتمع المغربي في قالب مشوق ومثير يمتد ل106 دقائق؛ من بطولة محسن مالزي ونادية كندة وفوزي بنسعيدي (المخرج) وأمين الناجي ومنى فتو وآخرين.