أعرب نيكولا ساركوزي، الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية، عن حبّه للمملكة المغربية، وكذلك لمختلف جوانب الثقافة المغربية، معتبرا أن "المغرب بلد الثقافات المتنوعة والتاريخ العابق بالتراث"، مشيرا أيضا إلى الخصوصية الثقافية التي تربط المملكة بالجمهورية الفرنسية منذ عقود". ساركوزي، الذي كان يتحدث خلال أشغال الجامعة الصيفية الثانية للاتحاد العام لمقاولات المغرب بالدار البيضاء (CGEM)، الجمعة، قال إن "المغرب يحتل مكانة مهمة داخل البحر الأبيض المتوسط، باعتباره قطبا محوريا للاستقرار في المنطقة"، مؤكدا أن المملكة "شهدت، منذ تولي الملك محمد السادس العرش، الكثير من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية البارزة". وأضاف الرئيس السابق للجمهورية الفرنسية، ضيف شرف هذه النسخة من الجامعة الصيفية الثانية ل"CGEM"، أن "المغرب حافظ على استقراره رغم الأوضاع في المنطقةّ"، موضحا أن "المشهد الدولي مطبوع بأزمة اقتصادية، ومرد ذلك إلى كوننا نعيش في القرن الواحد العشرين لكننا مازلنا نشتغل بآليات مؤسسات القرن العشرين، الأمر الذي يحول دون تحقيق النجاعة المطلوبة في الفترة الحالية". وبخصوص علاقة "قيصر روسيا" بالاتحاد الأوروبي، لاسيما في ظل العلاقة المتوترة التي تجمعه بالرئيس الأمريكي، شدد ساركوزي على أن "ماكرون فعل خيرا حينما اقترب من بوتين، لأن أوروبا في حاجة ماسة إلى الرئيس الروسي"، مردفا أن "الأزمات التي يشهدها العالم، رغم مخاطرها وانعكاساتها، فإنها عبارة فرص في نظري". "يجب إعادة النظر في تمثيلية المؤسسات الدولية"، يورد الرئيس الفرنسي السابق، داعيا إلى ضرورة "إدراج الدول الإفريقية والعربية في هذا الصدد". كما أشار المتحدث إلى طبيعة العلاقة التي تربط كلا من المغرب والمارد الأوروبي قائلا: "لا تطور للمغرب دون أوروبا، ولا يمكن أن يتقدم الاتحاد الأوروبي بدون تنمية الدول الإفريقية، بما في ذلك المغرب". وطالب ساركوزي ب "إعداد نموذج تنموي مشترك بين القارتين الأوروبية والإفريقية، من أجل مجابهة التحديات التي تؤرق العالم في الفترة الراهنة"، معتبرا أن "تشييد البنيات التحتية هو أساس تحقيق التقدم التنموي في جميع البلدان"، موردا أن "المغرب يتوفر على موارد طبيعية هائلة يمكن تحويلها إلى إمكانات اقتصادية محورية، لاسيما في ظل توفر الإرادة السياسية لتحقيق النهضة". كما لفت المصدر عينه إلى كون "الاستقرار يعتبر كنز المملكة؛ إذ لا يمكن الحديث عن أي مشروع تنموي بدون وجود السلام والأمن، لكن يجب توحيد الجهود في المنطقة حتى تعود بالنفع على الكلّ، إنما هناك علاقة استفهام بشأن الجزائر حاليا، الأمر الذي يضع مهمة كبرى على عاتق المغرب، لأنه صار القائد الأساسي داخل المنطقة، بحيث بات يضطلع بأدوار استراتيجية كبرى". ولم يُخف رئيس الجمهورية الفرنسية السابق قلقه من الانفجار الديمغرافي الكبير الذي يشهده العالم والتحديات التي يمكن أن تترتب عن ذلك، بما في ذلك المغرب الذي "أصبح يشهد نموا مطردا للهجرة"، على حد قوله، مشيرا إلى "غياب مؤسسة دولية من أجل متابعة هذه التطورات الديمغرافية".