يُشارك المغرب للمرة الثالثة على التوالي في منافسات الدورة الخامسة للألعاب العسكرية الدولية، التي تُقام في حقل "ألابينو" التدريبي بضواحي العاصمة موسكو، خلال الفترة الممتدة ما بين 3 و17 غشت الجاري، إلى جانب سبع دول في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط، من بينها الجزائر وإيران وسوريا والسودان ومصر والأردن. وبحسب وسائل الإعلام الروسية فإن القوات المسلحة الملكية المغربية شاركت في مجموعة من التداريب والمسابقات ضمن الألعاب العسكرية الدولية التي تنظمها وزارة الدفاع الروسية، تحديدا مسابقتي القنص والمظليين، إلى جانب اختبارات تدعى "Elbrus ring"، وهي عبارة عن تدريب في التسلق الفردي والجماعي للجدران العالية. وخلال اليوم الافتتاحي، وفق المصادر عينها، فقد جمعت الألعاب العسكرية الدولية للمظليين كلا من القوات المظلية المغربية والقوات الخاصة الجزائرية ووحدات "الصاعقة" السودانية، وشاركت القوات المسلحة الملكية المغربية بثلاثة أفراد فقط في المسابقة العسكرية الخاصة بالمظليين، على غرار المسابقة السابقة. وتتنافس دول منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في الدورة الحالية، التي يشارك فيها 223 فريقا من 39 دولة في العالم، حيث تقام أزيد من 32 مسابقة في 21 ميدان تدريب، وذلك بمشاركة خمسة آلاف عسكري في مختلف المجالات، بغية تطوير المهارات الجوية والبرية والبحرية، على أراضي عشر دول؛ أبرزها روسيا والصين والهند وإيران. وقد رفض حلف شمال الأطلسي (الناتو) المشاركة في الألعاب العسكرية الدولية منذ انطلاقها، وأكد سيرغي شويغو، وزير الدفاع الروسي، في تصريح أدلى به لوكالة الأنباء الروسية، أن "القوات العسكرية التابعة للناتو ترفض المشاركة لدواع سياسية، ولكن أيضا مع أخذ المخاطر الأخرى بعين الاعتبار"، داعيا ممثلي دول "الناتو" إلى المشاركة في الألعاب. المملكة سبق لها أن رفضت المشاركة في الدورة الثانية للألعاب العسكرية الدولية لسنة 2016؛ إذ لم تُلبِّ الدعوة الروسية رغم مساعي موسكو لحضور المغرب، وكانت تروم جمع أكبر جيوش العالم آنذاك، لكن لم يتعد عدد الدول المشاركة في تلك النسخة 19 دولة فقط، بينما ارتفع العدد الإجمالي في الدورة الخامسة إلى 39 دولة. وتسعى وريثة الاتحاد السوفياتي إلى تعزيز العلاقات العسكرية مع المملكة، لاسيما بعد الزيارة الملكية سنة 2017 التي أسفرت عن إبرام مجموعة من الاتفاقيات المتنوعة، شملت مجالات التعاون العسكري والفلاحي والدبلوماسي، وغيرها، لكن المغرب مازال يفضل سوق السلاح الأمريكي، بسبب العلاقات المتوترة القائمة بين روسيا والولايات المتحدةالأمريكية، خصوصا في ظل "التهديدات التْرامبية" للبلدان التي تُقدم على اقتناء السلاح من لدن "الاتحاد السوفياتي".