لا يبدو أن شباب 20 فبراير قد تأثروا بانسحاب جماعة العدل والإحسان وتجميد نشاط أعضائها داخل الحركة حيث ضربوا موعدا لجماهير مدينة طنجة على الساعة الثالثة والنصف بعد الزوال بساحة التغيير آملين أن تكون جولاتهم التحسيسية والتعبوية التي امتدت طيلة الأسبوع الماضي قد تركت وقعا لدى الساكنة ما يدفعهم للالتحاق بمسيرة 25 دجنبر أو مسيرة الاستمرار حسب ما اختاره الشباب كعنوان بارز لمسيرتهم للتأكيد على استمرارية النضال وصمود الحركة. المسيرة وفي غياب العدل والإحسان حضرت فيها لغة التهدئة وغاب التصعيد وعادت الشعارات الاجتماعية إلى الواجهة حيث استحوذت الشركة الفرنسية للتدبير المفوض امانديس على نصيب الأسد وهتفت الحناجر مطولا برحيلها على اعتبار أنها أفرغت جيوب المواطن الطنجي الفارغة أصلا،الشعارات الإسلامية كانت حاضرة أيضا حيث هتف المحتجون بشعارات دينية وأدعية كما تمت قراءة اللطيف على فترات متقطعة ، وعن ذلك يقول رشدي العولة أحد شباب الحركة والمعروف بشعاراته الملتهبة "أنا شخصيا أسمي هذه المسيرة مسيرة اللطيف ،حيث لأول مرة تتم قراءة اللطيف في مسيرات الحركة وفي وجه المخزن ،.....إنها رسالة واضحة أن قد سئمنا من هذا النظام المستبد". المسيرة التي انطلقت عند حدود الرابعة والنصف مساء وفي غياب كامل لرجال الأمن الذين تخلوا عن سنة حصار ساحة التغيير لأول مرة منذ أزيد من 5 أشهر ،اختارت مسارا اعتادت مسيرات الحركة سلوكه مع تغيير طفيف حيث فضل الفبرايريون اختراق السوق الشعبي بحي كاساباراطا ليتم ختم المسيرة أمام مسجد طارق ابن زياد عند حدود السادسة والنصف. سبريس كانت حاضرة والتقت مجموعة من الشباب واستطلعت آرائهم بخصوص مسيرة اليوم وكذا تعليقهم على الانسحاب المفاجئ لأحد أهم داعمي الحراك الاحتجاجي. محمد المساوي رأى في انسحاب الجماعة شأنا داخليا خاصا بها كما اعتبر مبررات الانسحاب الواردة في بيان الأمانة العامة للدائرة السياسية للجماعة مبررات ضعيفة وغير جدية ولا تكاد تقنع أحدا وقال "أنا لا أومن بانسحاب أحد من الحراك الاحتجاجي ...حركتنا حركة مفتوحة للجميع وكما لم نوجه الدعوة لأحد بصفته التنظيمية لن نمنع أحد من المغادرة أو توقيف نشاطه" وأضاف المساوي "قبل العدل والاحسان انسحبت هيئات أخرى كانت تدعمنا ,,الا أن ذلك لم يؤثر بشكل كبير على الحركة بما هي شكل احتجاجي شعبي..... نتأثر نعم و لكننا لا نموت". من جهته نفى مراد الصابري أن تكون مسيرة اليوم ردا مباشرا على توقيف الجماعة لأنشطتها داخل الحركة وقال "مسيرة اليوم تأتي في اطارها الطبيعي المرتبط بوجودنا في الشارع منذ 20 فبراير لتحقيق مطالب أرضيتنا التأسيسية ومادامت المطالب قائمة فان وجودنا في الشارع مستمر"،وعن رأيه في انسحاب الجماعة يقول الصابري "للجماعة حساباتها السياسية الخاصة ومبرراتها وهو قرار نحترمه وان اختلفنا معه بشكل جذري". رشدي العولة بدوره قال بأن "مطالب الحركة غير قابلة للتجزيئ والقسم الذي أديناه أمام الجماهير سنحرص على الوفاء به،ومامفاكينش مع المخزن"،كما رفض التعليق على انسحاب الجماعة ,قال "أنا لم أقل شيئا عند انضمام الجماعة للحركة لذلك سألتزم الصمت بعد خروجها".