تعيش مدينة تنغير، الواقعة بالجنوب الشرقي للمغرب، على وقع انتشار واضح للأزبال بعدد من الأحياء السكنية، ما بات يقض مضجع الساكنة التي طالبت بضرورة تنظيف المدينة وحماية بيئتها من التلوث. وعبر عدد من سكان المدينة ذاتها، في تصريحات متطابقة لجريدة هسبريس الإلكترونية، عن امتعاضهم من انتشار الأزبال في الشوارع والأزقة، في وقت تعجز البلدية عن الحد منها، مشددين على أن بعض الأحياء لا يمكن وصفها إلا ب"النقط السوداء". وبمركز مدينة تنغير، اشتكى عدد من أصحاب المحلات التجارية بالقرب من "سويقة المرشي القديم" من تواجد نقطة سوداء بها، يتم استغلالها في تخزين "الجلود"، وتفتقر إلى النظافة المطلوبة، مشيرين إلى أن المكان "تفوح منه روائح كريهة تهدد البشر والحجر"، وفق تعبيرهم. يوسف أحجام، صاحب محل تجاري قريب من مكان تجمع الأزبال، أكد أن المكان معروف منذ مدة لدى أصحاب المحلات والساكنة المجاورة ب"المطرح"، مشيرا إلى أن التجار سبق لهم أن وضعوا عدة شكايات لدى الجهات المختصة من أجل تنظيفه، إلا أنها "ظلت في سلة المهملات"، وفق تعبيره. وشدد متحدث جريدة هسبريس الإلكترونية على أن "بعض المسؤولين يحاولون تسويق أن المكان مهجور، إلا أن الواقع يقول إن هناك مقهى ومحلات تجارية قريبة"، وزاد: "على الجماعة العمل على تنظيف المكان اليوم قبل الغد، والقيام بحملات تحسيسية لفائدة الساكنة من أجل المساهمة في الحفاظ على البيئة". وطالب عدد من التجار الجماعة الترابية لمدينة تنغير بالتدخل من أجل "جمع" النفايات المتراكمة بالمكان المذكور، ومنع استغلاله من "أصحاب الجلود"، من خلال تخصيص مكان خاص بهم، موضحين أن "البيئة بالمدينة لم تعد تستحمل الكثير من الأخطاء القاتلة التي يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة مستقبلا"، وفق تعبيرهم. مسؤول بالجماعة الترابية لمدينة تنغير أوضح أنها "أطلقت حملة واسعة للقضاء على النقط السوداء"، مشيرا إلى أن المكان المشار إليه "مهجور ويتخذه البعض مستودعا للجلود وحرق شعر رؤوس البقر والغنم". وشدد المسؤول ذاته على أن الجماعة تعمل حاليا على تنظيف جميع النقط السوداء بدون استثناء، داعيا الجمعيات والساكنة وأصحاب المحلات التجارية إلى المساهمة في هذه الحملات من خلال تنظيم حملات تحسيسية وتوعية المواطن بضرورة الحفاظ على البيئة ونظافة المدينة.