حفاوة شعبية رافقت إعلان وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي نتائج الدورة العادية من الامتحان الوطني الموحد لنيل شهادة البكالوريا أمس السبت، إذ عاشت الأسر المغربية فرحة نجاح أبنائها في هذه المرحلة المفصلية من حياتهم، لتتوالى بذلك عبارات التهنئة بالنجاح في مواقع التواصل الاجتماعي لفائدة كل الناجحين. وأعرب التلاميذ الذين تمكنوا من اجتياز هذه المحطة التعليمية عن فرحتهم العارمة، معبرين عن امتنانهم لكل الجهود التي قام بها الطاقم الإداري والتربوي بغية السهر على حسن اجتياز امتحانات "الباك"، ومجددين عبارات الشكر أيضا لفائدة أساتذتهم الذين تعبؤوا طيلة الموسم الدراسي لضمان تلّقيهم الدروس المدرجة ضمن المقرر الدراسي. ولم يُخف بعض التلاميذ على مستوى بعض الأقاليم الجبلية، في تعليقات لهم على مواقع التواصل الاجتماعي، تخوّفهم في البداية من سوء النتائج نتيجة التذبذب الذي شهده الموسم الدراسي الحالي، بسبب الشد والجذب الذي طبع علاقة الجهاز التعليمي بالوزارة الوصية، ما أدى إلى تعثر إنهاء الدروس المقررة، لكن جهودهم توّجت بالظفر بشهادة البكالوريا في نهاية المطاف. كما استعرض مختلف الأساتذة أفضل النقاط التي تحصّل عليها تلامذتهم، إذ نشروا أسماء التلاميذ الذين حازوا المعدلات الأولى في الأقاليم أو الجهات التي ينتمون إليها، لافتين الانتباه إلى كون نسب النجاح مرتفعة خلال السنة الدراسية الحالية، بغض النظر عن الظروف التي طبعتها، ومتمنّين لهم وافِر التوفيق في المحطات المقبلة. وفي وقت غمرت مواقع التواصل الاجتماعي لحظات من الفرح الاستثنائي بهذه النتائج الإيجابية غير المتوقعة من لدن الكثيرين، خرج البعض ب"تدوينات" انتقدت بحرقة عدم مراعاة أحاسيس التلاميذ المستدركين، داعين إلى أخذ نفسية غير الناجحين بعين الاعتبار، ومُنادين بتقديم السند والمؤازرة لهذه الفئة الأخرى من قبل الجميع. تبعا لذلك، كانت انطباعات الكثيرين إيجابية بخصوص نتائج "الباك"، إذ أكد العديد من الآباء والأمهات أن "البلد في حاجة ماسّة إلى هذه الطاقات البشرية"، معتبرين أن "المواطن الواعي يعد اللبنة الأساسية من أجل الدفع بعجلة التنمية نحو الأمام"، وداعين التلاميذ إلى التشبث بالأمل والإرادة بغية تجاوز مختلف العراقيل التي يمكن أن تصادفهم في المحطات المقبلة. "اللحظة التاريخية"، مثلما أسماها الكثير من الأساتذة، تغيّرت ملامحها مقارنة مع باقي الدورات السابقة من "الباك". وذهب تيار آخر صوب الحديث عن نقط التلاقي والاختلاف بين ظروف اجتياز الامتحانات في الظرفية الراهنة وخلال السنوات الماضية، قائلين إن "نسب النجاح ارتفعت بشكل مهول، لكن القاعدة المعرفية صارت ضعيفة للأسف، نتيجة إفراغ المدرسة العمومية من محتواها الحقيقي؛ ألا وهو تلقين التلميذ الحس النقدي الذي يفتقر إليه حاليا". لكن هذه الملاحظة لم تمنع التيار سالف الذكر من تهنئة التلاميذ على تحقيقهم للنجاح في امتحانات البكالوريا، داعين إياهم إلى "تطوير ملكة الحس النقدي لديهم في المراحل المقبلة، لاسيما خلال مرحلة التعليم العالي التي تُصقل فيها شخصية الفرد وتحدد اختياراته وقناعاته المستقبلية". جدير بالذكر أن وزارة "التربية الوطنية" أعلنت نتائج الناجحين في الدورة العادية الموحدة لنيل امتحانات البكالوريا. وبلغ عدد المترشحين بالتعليم العمومي والخصوصي السنة الحالية 323665، وصل عدد الناجحين منهم إلى 212169؛ أي بنسبة نجاح بلغت 65.55 في المائة، مقابل نسبة لم تتعد 57.37 السنة الفارطة. وبلغ العدد الإجمالي للإناث الناجحات 121673؛ وهو ما يمثل نسبة 57.35 في المائة، وفق البيان الصادر عن الهيئة الوزارية الرسمية صباح اليوم الأحد.