تشرع الشركات المفوض لها تدبير قطاع النظافة بمدينة الدارالبيضاء، والتي رست عليها الصفقة مؤخرا، في العمل وفق دفتر التحملات الجديد، الأسبوع المقبل، وسط مطالب بضرورة القضاء على النفايات والأزبال المنتشرة في عدة أحياء من العاصمة الاقتصادية للمملكة. وينتظر أن تعطي جماعة الدارالبيضاء بمقر ولاية الجهة، الثلاثاء المقبل، انطلاقة عمل الشركات بالعقود الجديدة المتعلقة بالتدبير المفوض لمرفق النظافة الحضرية وتدبير النفايات المنزلية. وفِي الوقت الذي هدد فيه عمال النظافة بالعاصمة الاقتصادية بخوض وقفة احتجاجية على المجلس الجماعي، والتي من شأنها أن تعمق وضع القطاع بالمدينة، بالنظر إلى وضعيتهم الاجتماعية المزرية، اضطرت الجماعة إلى الجلوس إلى طاولة الحوار للاستجابة لملفهم المطلبي. وحسب الجامعة الوطنية لعمال وموظفي الجماعات المحلية المنضوية تحت لواء الاتحاد المغربي للشغل، فإن الجماعة التزمت بصرف التعويض عن الساعات الإضافية وبطريقة رسمية، حيث تم إرسال مذكرة مصلحية إلى مختلف الأقسام والمصالح بالجماعة والمقاطعات التابعة لها من أجل الإسراع والتعجيل بصرفها قبل عيد الأضحى. كما التزم المجلس الجماعي بتحسين الدخل والزيادة في الأجور والتعويضات العائلية قبل حلول عيد الأضحى، إلى جانب الالتزام بالمرسوم الوزاري المتعلق بتاريخ اجتياز مباريات الكفاءة المهنية، وتسوية ملفات الترقية لسنة 2018 قبل متم السنة الجارية. ووجدت الجماعة، أمام ضغط العمال، نفسها مضطرة للتأكيد على كونها ستعمل على تسوية الملفات المتعلقة بالتعويض عن الأعمال الشاقة والملوثة، مع وضع ملف العمال الجماعيين الموضوعين رهن إدارة شركات النظافة، ودفعها إلى تحسين الأوضاع المادية والاجتماعية والصحية لهم. وتعيش العاصمة الاقتصادية، في الآونة الأخيرة، على وقع انتشار النفايات في كل الشوارع والأحياء؛ وهي الوضعية التي أثارت تذمرا كبيرا في صفوف أوساط الساكنة والمنتخبين الذين يطالبون بوضح حد لهذا الوضع المسيء والمشوه لسمعة "القطب المالي للمملكة". وسبق للمجلس الجماعي أن صادق على مجموعة من التعديلات على دفتر التحملات الجديد، بالرغم من أن الشركتين اللتين رست عليهما الصفقة لم تشرعا بعد في العمل وفقه؛ وهي التعديلات التي همت تخفيض رأسمال الشركات المفوض لها إلى 8 في المائة من مقابل الحجم الإجمالي للاستثمارات التعاقدية، عوض 20 في المائة التي تم وضعها كشرط أساسي قبل اختيار الشركات الفائزة. جدير بالذكر إلى أن الصفقة الخاصة بتدبير قطاع النظافة في العاصمة الاقتصادية قد رست على شركتي "ديرشبورغ" و"أفيردا"؛ فيما تم إقصاء ملف شركة "ميكوماغ"، وقبله ملف شركة "نور" التركية. وستقوم الشركتان، وفق دفتر التحملات الجديد، بتدبير قطاع النظافة على مدى سبع سنوات؛ إذ ستعمل شركة "ديرشبورغ" على تسيير القطاع بكل من مقاطعات أنفا، سيدي بليوط، المعاريف، مرس السلطان، الفداء، مولاي رشيد وبنمسيك. أما شركة "أفيردا" اللبنانية فستعمل على تدبير القطاع بمقاطعات الحي الحسني وعين الشق، والصخور السوداء والحي المحمدي، وسيدي البرنوصي وسيدي مومن وعين السبع.