بعد أن أثار جدلا كبيرا في المغرب، استطاع الفيلم المغربي "صوفيا" أن ينتزع جائزتين في نشاط على هامش مهرجان "كان السينمائي"، وهما جائزة أفضل ممثلة، وفازت بها مها العلمي، وجائزة أفضل سيناريو، وحازت عليها السيناريست والمخرجة مريم بنمبارك؛ وذلك ضمن جوائز نقاد السينما السنوية في نسختها الثالثة، التي يصدرها مركز السينما العربية ضمن فعاليات المهرجان الدولي. وأثار الفيلم المغربي "صوفيا" خلال عرضه بالقاعات السينمائية الوطنية جدلا كبيرا من طرف ناشطات في مجال حقوق المرأة، اعتبرنه "مسيئا إلى الأمهات العازبات، ولا يعكس المعاناة التي يعشنها من تأزم لأوضاعهن وحالتهن النفسية، فضلا عن نظرة المجتمع السلبية لهن". وركزت الملاحظات الموجهة إلى الفيلم على مضمونه، الذي يمرر حسب منتقديه مغالطات وأفكارا سلبية تفتقد المصداقية ولا تخدم قضية الأم العازبة في المغرب؛ فضلا عن ضعف الرؤية الإخراجية. ويحكي الفيلم المتوج قصة شابة عمرها 20 سنة، تدعى "صوفيا"، تحمل خارج مؤسسة الزواج، وتقرر توريط شاب من الطبقة الفقيرة يدعى "عمر"، للتستر على حملها. تتطور أحداث الفيلم فتكشف أن "عمر" ليس أب المولود، ولم يقم بأي علاقة جنسية مع "صوفيا"، ورضي مرغما بالزواج تحت تهديدات الشرطة، قبل أن يقنع نفسه بأن زواجه من صوفيا فرصة ذهبية لتحسين مستواه المعيشي، في حين أنها تعرضت للاغتصاب من أحمد، شريك والدها في مشروع فلاحي واعد، وكذبت بشأن عمر، الذي لم تلتق به سوى مرة واحدة، من أجل "الحفاظ على شرف العائلة" وعدم تعطيل مشاريع والدها. وإلى جانب الفيلم المغربي "صوفيا"، تم تتويج كل من الفيلم الوثائقي السوري "عن الآباء والأبناء"، للمخرج طلال ديركي، والفيلم المصري "يوم الدين" للمخرج أبو بكر شوقي، واللبنانية نادين لبكي بجائزة أفضل مخرجة عن فيلمها "كفرناحوم"، والممثل التونسي محمد ظريف عن فيلم "ولدي"، بجائزة أفضل دور رجالي. وشارك في اختيار جوائز نقاد السينما العربية 75 ناقداً من 34 دولة حول العالم، شاهدوا الأفلام العربية الروائية والوثائقية التي تم إنتاجها العام الماضي، وهذا عبر موقع Festival Scope. ووقع الاختيار على القائمة النهائية المرشحة للجوائز وفقًا لمعايير تضمنت أن تكون الأفلام عرضت لأول مرة دولياً في مهرجانات سينمائية دولية خارج العالم العربي عام 2018.