من تنظيم جمعية البوغاز للثقافة والتنمية بطنجة، تم تقديم وتوقيع المجموعة الجديدة للشاعر محسن أخريف "مفترق الوجود" التي تعد رابع إصدار شعري للشاعر الذي يكتب أيضا القصة والرواية والنقد الأدبي. اللقاء الذي احتضنه مركز خدمات الشباب بمسنانة، وقدّمه الأستاذ رضوان بناصر، افتتح بكلمة ترحيبية لرئيس الجمعية الزجال محمد مسلام، تحدّث فيها عن سياقات اللقاء وأهميته. وساهم في تقديم مجموعة "مفترق الوجود" كل من الدكتور محمد الفهري والأستاذ هشام العطاوي بورقتين نقديتين علميتين، رصدت الأولى المستويات الدلالية والتصويرية والإيقاعية في المجموعة وأكدت على غنى المعاني والدلالات التي تزخر بها، وكذا على الطاقة التصويرية التي تجلت قوتها وإبداعيتها في صور قصائد الديوان، واختتمها الفهري برصد آليات تحقق الإيقاع في المجموعة. وانصبّت ورقة الباحث الأستاذ هشام العطاوي الموسومة ب: "الرحيل أو الطريق أو مغامرة الكتابة؛ قراءة في ديوان مفترق الوجود للشاعر محسن أخريف"، على مقاربة المجاميع الشعرية للشاعر ورصدها لتعاليق المجموعة الجديدة مع المجاميع الشعرية الأخرى له: ترانيم للرحيل، وحصانان خاسران، وترويض الأحلام الجامحة. كما توقفت الورقة عند فعل الرحيل الذي يسكن المجاميع الأربعة. "فالحديث عن مغامرة الكتابة لدى الشاعر محسن أخريف يجرنا طوعا لتأمل فعل الرحيل وعلاقته بالكتابة"، يقول هشام العطاوي، مضيفا أن "أية قراءة تزعم الاقتراب من كتابة محسن أخريف لا بد لها أن تقف عند شفرة الرحيل باعتباره مدخلا لفهم مغامرة الكتابة لديه. فموضوعة الرحيل والسفر نجدها حاضرة في جميع عناوين/ عتبات النصوص". وزاد الناقد هشام أن "ما يميز قصيدة محسن أخريف أنها تعلن انتماءها إلى طريق التجربة، وهو ما يمنحها أحيانا سمة التفرد أمام بعض مجايليه من الشعراء الذين سلكوا طريق اللغة"، ليختم ورقته بالقول إن "تجربة محسن أخريف في ديوانه مفترق الوجود تجربة غنية تتضافر فيها مجموعة من التيمات والسمات التي تراهن أحيانا على بلاغة المفارقة القائمة على الاستعارة بمعناها الحديث الذي يدخل في بناء تصورات الشاعر للحياة وللوجود". تجدر الإشارة إلى أن اللقاء ساهم فيه بقراءات شعرية مجموعة من الشّعراء: زكية الزيناتي، والعزيزة الشمشام، وسعاد بازي، وحميد يعقوبي، ومحمد الحمام. وتم في الأخير توقيع المجموعة الشعرية وتقديم هدايا للمحتفى به.