تثْميناً للمسَار الإيجابي الذي طبعَ العلاقات بين الرباط والاتحاد الأوروبي، خاصةً بعدَ التوقيع على اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة، استقبلَ الحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، يوم الخميس، وفداً برلمانياً أوروبيا تترأسهُ النائبة إينيس أيالا، بالإضافة إلى عدد من أعضاء اللجنة البرلمانية المختلطة بين المغرب والاتحاد الأوروبي. وثمّنَ المالكي، خلال كلمة له أمامَ اللجنة البرلمانية المختلطة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، الدور المتميز الذي تقوم به اللجنة المذكورة "في توطيد التفاهم والحوار بين الجانبين"، مشيدا بمساهمتها الإيجابية في مصادقة البرلمان الأوروبي مؤخرا على اتفاقيتي الصيد البحري والفلاحة مع المملكة المغربية. وأضاف أن "المغرب والاتحاد الأوروبي تجمعهما روابط تاريخية قوية وعلاقات إستراتيجية متجذرة يتعين تعزيزها لما فيه خدمة مصالحهما المشتركة"، مشيراً إلى أنَّ "اللجنة المغربية الأوروبية قامتْ بدور إيجابي، حيث وفرت عددا من الشروط من خلال التصويت الإيجابي على اتفاقيتين الصيد البحري والمجال الفلاحي، إحدى الأدوات الأساسية في مجال الدبلوماسية البرلمانية". وأورد المالكي أن "اجتماع اللجنة المختلطة يتزامن مع مرور 50 سنة على أول اتفاق تجاري أبرمه المغرب مع أوروبا، ومع انعقاد أول قمة عربية-أوروبية، والتي دعا فيها الملك محمد السادس إلى حوار مسؤول وواقعي وإلى احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية والتوقف والامتناع عن التدخل في شؤونها الداخلية. وأوضح رئيس الغرفة الأولى، في تصريح صحافي على هامش اللقاء، أن اجتماع اللجنة، الذي سيناقش موضوع الأمن ومكافحة التطرف، سيكون مناسبة للتعرف أكثر على التجربة المغربية في تدبير الشأن الديني وتكريس الإسلام السمح والمعتدل الذي ينبذ العنف والتطرف تحت القيادة الحكيمة للملك محمد السادس أمير المؤمنين. واعتبرَ المالكي اللقاء "مناسبة لتثمين هذه التجربة التي نعتبرها أحد أدوات الناجعة في مجال الدبلوماسية البرلمانية، حيث تأسست على ضرورة استمرار الحوار، والتعرف على كل المستجدات"، مورداً "هذه التجربة ستُساعد على جعل البعد الإستراتيجي للتعاون بين المغرب والاتحاد الأوروبي واقعاً حيا سيساعد على إيجاد الحلول لكل القضايا المشتركة". من جهتها، أكدت إينيس أيالا، رئيسة اللجنة البرلمانية المختلطة بين الاتحاد الأوروبي والمغرب عن الجانب الأوروبي، أن العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي تكتسي أهمية حيوية، مشيدة بدور اللجنة البرلمانية المختلطة في تعزيز التقارب بين الجانبين وفي المصادقة على اتفاقيتي الفلاحة والصيد البحري. واستعرضت البرلمانية الأوروبية أهم المواضيع التي حظيت باهتمام اللجنة خلال السنتين الأخيرتين، وأبرز التحديات الجديدة التي ستنكب اللجنة على دراستها؛ والتي من بينها بلورة أسس جديدة للشراكة بين المغرب والاتحاد الأوروبي، واتفاقيات التبادل الحر، وغيرها من المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وقالت إنَّ "اللجنة تمثل وسيلة ناجعة ومختبرا للدبلوماسية البرلمانية".