بعد المسيرة المليونية التي خاضوها بمدينة الدارالبيضاء شهر نونبر الماضي، احتشدَ ضحايا الرعي الجائر وتحديد المِلْك الغابوي والخنزير البري في مسيرة احتجاجية بالعاصمة الرباط، بعد زوال اليوم الأحد، جدّدوا فيها مَطلبهم ب"رفع طُغيان المخزن عنهم". ورفع المشاركون في الوقفة الاحتجاجية، القادمون من مختلف المدن المغربية ومن الخارج، شعارات من قبيل: "علاش جينا واحتجينا، المخزن طاغي علينا". كما طالبوا بوضع حد ل"التمييز العنصري ضد السكان الأصليين"، ووضع حدّ لعملية تحديد أراضيهم الغابوية التي توارثوها أبا عن جد". وفي تصريح لهسبريس، طالبَ خالد بيكو، مسؤول اللجنة الإعلامية ب"تنسيقية أكال للدفاع عن حق السكان في الأرض والثروة"، الدولة بالاستجابة لمطالب سكان سوس، بعد أن لم يُثمر الحوار الذي دعت إليه الحكومة، في شخص رئيسها سعد الدين العثماني، أيّ نتيجة. وقال بيكو: "نستنكر الحوار غير الجدي وغير المسؤول الذي دعتْ إليه الحكومة، ونطالب مؤسسات الدولة بتحمل كامل مسؤوليتها لرفع الظلم الذي يتعرض له أبناء سوس وإيجاد حل للمشاكل التي تتخبط فيها المنطقة". بيكو أردف أنّ سكان سوس يطالبون بأربعة مطالب رئيسية، هي: "إلغاء ظهير المُستعمِر، الذي بمُوجبه يتم سلب الأراضي من السكان، وتمكيننا من الثروة الباطنية التي تختزنها أراضينا من معادن، وإلغاء القانون 113.13 المتعلق بالترحال الرعوي وتدبير المجالات الرعوية، وإبعاد الرعاة الرحّل، الذين يغتصبون أراضينا وينهبون ثرواتنا، وكذا الخنزير البري الذي يدمّر ممتلكاتنا ويشكّل خطرا على صحتنا". وندد المشاركون في مسيرة الرباط ب"التهجير القسري للسكان الأصليين بسوس من أراضيهم"، بسبب عملية تحديد الملْك الغابوي، مطالبين ب"رحيل بوغابة"، وداعين إلى "إيجاد حل جذري لسياسة نهب الأراضي والتهميش والإقصاء للسكان الأصليين". فيما حذّر إد سلام الحسن، عضو "تنسيقية أكال للدفاع عن حق السكان في الأرض والثروة"، من مغبة عدم تدخّل الدولة لإنصاف السكان المتضررين. وقال في تصريح لهسبريس: "سننزل إلى الشارع في كل أسبوع، كما يحصل بفرنسا حاليا، إذا لم تتدخل الدولة المغربية، في شخص الملك، لإنقاذ ساكنة سوس من المشاكل التي تتخبط فيها". وأضاف "اليوم جئنا إلى العاصمة لنستنكر ما تقوم به الدولة والحكومة من تهجير قسري وجماعي لسكان سوس، عبر ضمّ أراضيهم إلى أملاك الدولة بظهائر استعمارية، وهذا ما لن نقبَل به أبدا. كما نستنكر عدم تدخلها لحماية ثرواتنا الفلاحية من الرعي الجائر، ومن الخنزير البري".