موازاةً مع الإضراب الوطني عن العمل الذي تخُوضه الشغيلة بالمؤسسات العمومية المنخرطة في النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد، اليوم الخميس، خاضتْ الجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، المنضوية تحت لواء لاتحاد المغربي للشغل، وقفةً احتجاجية بالرباط، من أجل "المطالبة بإنصاف المتقاعدين والمتقاعدات ورفع الحيف عن هذه الشريحة الواسعة من المستخدمين". واحتجَّ العشرات من المنخرطين في الجامعة الوطنية أمامَ مقر صندوق الإيداع والتدبير بالرباط، رافعينَ لافتات تطالبُ "برفع المعاناة الاجتماعية وحالة الإحباط التي تصيب عموم المتقاعدين وأسرهم، التي تزج بهم في دائرة الفقر مباشرة بعد تقاعدهم من خلال معاشات هزيلة مقارنة مع أجورهم". وردّد المشاركون في الوقفة الصّباحية شعارات من قبيل "الصناديق سرقتوها..جيوبكم عمرتوها"، "زيدونا ف المعاشات..باركا من الاقتطاعات"، "عليك الأمان..لا حكومة لا برلمان"، "حقوقي دم في عروقي..لن أنساها ولو أعدموني"، "حقنا حق مشروع والمخزن مالو مخلوع"، "ناضل يا مناضل ضد الحكرة، ضد الاستغلال، ضد القمع، ضد الزبونية، ضد الإقصاء"، وغيرها. واستغربَ المحتجون الغاضبون "ازدواجية المعايير لدى الحكومة في تدبيرها لملف إصلاح التقاعد بين شغيلة انخرطت قهرا في نظامين متباينين للمعاشات (CMR) و(RCAR) يؤديان الخدمة العمومية نفسها، غير أن الفئة المنخرطة في النظام الأخير (RCAR) تتعرض لحيف وظلم غير مفهومين؛ بحيث قد لا يتعدى معاش المتقاعد نصف معاش نظيره في نظام (CMR)، الشيء الذي يحول بينه وبين العيش الكريم". سعيد خير الله، الكاتب العام للجامعة الوطنية للقطاع الفلاحي، قال إن "الوقفة تأتي استمراراً للمعركة النضالية التي كانت قد دعت إليها الجامعة الوطنية داخل المؤسسات العمومية للمستخدمين المنخرطين في النظام الجماعي لمنح رواتب التقاعد (RCAR)من أجل حث الحكومة على مراجعة هذا النظام، لأنه مجحف ولا يمكن أن يعبر عن طموحات المستخدمين الذين يقضون سنوات داخل الوظيفة وفي الأخير يجدون معاشات هزيلة لا تصون كرامتهم". وسجل المسؤول النقابي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، "وجودَ حيف يطالُ هؤلاء المستخدمين العموميين بوجود نظامين متباينين للمعاشات يؤديان الخدمة العمومية نفسها، غير أن الفئة المنخرطة في نظام (RCAR) قد لا يتعدى معاشها نصف معاش نظيرتها في نظام (CMR)"، ودعا الحكومة إلى توحيد هذين النظامين. وأبرز خير الله أن الإضراب الذي تقوده نقابته شّل الحركة داخل أكثر من 20 مؤسسة عمومية، "احتجاجا على اللامبالاة التي مازالت الحكومة تواجه بها مطالب الشغيلة وحركاتها النضالية"، معتبرا أن "الجواب الصحيح على الحوارات العقيمة والمغشوشة هو النضال الحازم جنبا إلى جنب مع سائر النقابات والقوى السياسية والحقوقية والاجتماعية الغيورة على مصالح الشغيلة".