أبلغت بعثة الأممالمتحدة المتواجدة بالصحراء المغربية (المينورسو) الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، بتوصلها بتهديدات من طرف انفصاليين محسوبين على جبهة "البوليساريو" تهدد سلامة أعضاء البعثة وقيامهم بمهامهم في أجواء إيجابية. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أن رئيس "المينورسو" وجه رسالة إلى منظمة الأممالمتحدة بعد انتشار تدوينات على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي متعاطفة مع جبهة البوليساريو تُحرض على القيام بأعمال عنف ضد أعضاء البعثة الأممية، وذلك بعد إقدام شاب صحراوي على حرق نفسه قرب المعبر الحدودي بالكركرات. وأوضحت بعثة المينورسو، في رسالتها، أن استهدافها بمثل هذه التدوينات الخطيرة هو بمثابة تحريض على الإرهاب. كما قامت البعثة بتوجيه استفسارات إلى نشطاء البوليساريو حول أسباب نشر هذه المضامين الحاقدة على "القبعات الزرق". وكإجراء احترازي، سحبت بعثة المينورسو عناصرها من معبر الكركرات الحدودي، بعد قيام شاب صحراوي، يُدعى أحمد سالم لمغيمظ، بحرق نفسه عمدا بالمركز الحدودي جنوب مدينة الداخلة، وهو الحدث الذي فجر غضب "البوليساريو" تجاه البعثة الدولية. وتأتي هذه التطورات بعدما اعتبر عدد من النشطاء الانفصاليين أن عملية الحرق التي أدت إلى وفاة الشاب الصحراوي كان يجب أن تتم قرب مقرات بعثة "المينورسو"، وهو ما اعتبر تهديدا من طرف البعثة، التي سارعت إلى إعلان حالة استنفار قصوى. وأصدر رئيس "المينورسو" تعليماته إلى كافة أفراد البعثة من أجل رفع حالة التأهب إلى الدرجة القصوى أثناء تنقلاتهم في منطقة الكركرات، وتوخي الحذر أثناء وجودهم بمقر البعثة أو بالمنطقة العازلة، بالإضافة إلى توخي الحذر عند قيادة السيارات التابعة للبعثة، وعدم ترك نوافذها مفتوحة، وإرجاع السيارات إلى مقراتها عند نهاية كل يوم، إلى جانب تجهيزها بجهاز إطفاء الحرائق. وفي مساء أول أمس الثلاثاء، توفي الشاب الصحراوي أحمد سالم لمغيمظ بالمركز الاستشفائي ابن رشد بمدينة الدارالبيضاء، متأثراً بحروقه التي أصيب بها نتيجة إقدامه يوم السبت الماضي على إضرام النار في جسده داخل المركز الحدودي الكركرات. وكانت مصادر هسبريس أكدت أن المعني بالأمر حاول اقتحام بوابة المركز ضدا على الإجراءات الحدودية، الأمر الذي اعترضت عليه عناصر الشرطة بسبب عدم توفره على جواز سفر يسمح له بالعبور، ما دفعه إلى إضرام النار عمدا في جسده مستعملا كمية من البنزين كانت بحوزته.