حالة من التردد تعيشها العلاقات الفنزويلية المغربية، بعد المباحثات التي أجراها وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، مع المستشار في الشؤون الخارجية بالبرلمان، مانويل أفيندو، إذ باتت بعض خطوات التقارب تلوح في أفق العلاقات بين الطرفين، في حالة تمكن المعارضة من إسقاط الرئيس المنتخب نيكولاس مادورو، الذي اعتبره المسؤول البرلماني "عامل إحباط للعلاقات بين البلدين". فنزويلا، التي أصدرت على لسان مسؤول الخارجية مواقف غير معهودة في ما يتعلق بملف الصحراء، وبالتدبير الجيوستراتيجي للمنطقة، احتفظت بموقف الأممالمتحدة من النزاع القائم، دون أن تعلن دعمها المعهود لطرح جبهة "البوليساريو"، كما قللت كذلك من استحضارها للطرف الجزائري بحديثها عن نضج العلاقات المغربية الفنزويلية، وحاجتها إلى "الاستعادة والتعميق"، بفعل نمو العوامل المشتركة بين البلدين. ومعروف أن العلاقة بين المغرب والمحيط الرئاسي الفنزويلي يغلبُ عليها طابع التجاذب على مستوى الهيئات الدولية، فبعد أن أغلقت السفارة المغربية في فنزويلا سنة 2009، وتمت إعادتها في ما بعد، تُشكل ردهات الأممالمتحدة محط صراع دائم بين ممثلي البلدين بسبب مشكل الصحراء. وآخر فصول الصراع كانت في لجنة إنهاء الاستعمار، حيث انتفض عمر هلال في وجه فنزويلا عندما أدرجت قضية الصحراء ضمن مشاكل تصفية الاستعمار. كريم عايش، المتخصص في العلاقات الدولية، اعتبر "الاتصال الهاتفي بين خوان غايدو، رئيس المعارضة، ووزير الخارجية المغربي، محاولة من الطرف الفينزويلي لحشد مزيد من الدعم، خاصة من الدول التي تعارض سياسة مادورو وتوجهاته العدائية تجاه العديد من القضايا، والتي لا يراها الغرب بعين الرضا، وفي الوقت نفسه هي سعي نحو طي صفحة الماضي المليئة بالصراعات والتصادمات". وأضاف عايش، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن "اعتراف فنزويلا بجبهة البوليساريو سنة 1982 لم يكن وحده كافيا، لتنساق هذه الدولة إلى الأطروحة الانفصالية، وتشكل مع أعداء المغرب التقليديين تكتلا أسهم في بقاء البوليساريو ومنحها جرعة أمل أطالت عمر تنظيم يعيش على نهب المساعدات والدعم لتمويل أنشطته وعتاده العسكري، ويعيش أيضا على العلاقات الدبلوماسية الجزائرية، والتي ربطت بين هذه الميليشيا وكل التنظيمات الدولية المارقة". وأوضح عضو مركز الرباط للدراسات الإستراتيجية أن "تأكيد المعارض الفينيزويلي على أهمية العلاقات بين المغرب وفينزويلا يعتبر تحولا نوعيا في علاقات المغرب بدول أمريكا اللاتينية، والتي رغم الزيارات المتعددة لوفودها البرلمانية لم تلغ بعد اعترافها بجمهورية البوليساريو، ومازالت تحتفظ بعلاقات تختلف مستوياتها حسب المناسبات والمواقف". وختم عايش: "هذا الموقف لخوان غايدو مشجع لتنمية علاقات جيدة مع هذه الدولة وإرساء نهج جديد في ربط الفعالية الدبلوماسية السيادية أو البرلمانية بنتائج ملموسة تفرز حلا ترعاه الأممالمتحدة، ويتابعه عن كثب مجلس الأمن في أفق انهاء هذا الخلاف بشكل سياسي وإعطاء دفعة قوية للتعاون بين البلدان المغاربية، وإبعاد شبح صراع قد يتحول سريعا إلى صراع بالوكالة".