احتضنت المدرسة العليا للتكنولوجيا بمدينة العيون مائدة مستديرة حول "دور التكوين المستمر في تطوير البرنامج التعليمي"، بحضور كل من والي جهة العيون الساقية الحمراء، ورئيس جامعة إبن زهر بأكادير، ورئيس جامعة "BRETAGNE-OCCIDENTE" الفرنسية، ووفد رفيع المستوى ضم منتخبين عن جهة العيون الساقية الحمراء والمجلس البلدي للعيون. وناقشت المائدة المستديرة سبل إحداث الآليات الجديدة من أجل التعليم والتعلم، وتفعيل الشراكة الثنائية بين الجامعتين المغربية والفرنسية، وذلك بإضافة شعب خاصة بالهندسة المدنية والهندسة المعلوماتية والصناعة الغذائية. وفي هذا السياق قال رئيس المدرسة العليا للتكنولوجيا بفرنسا، ماثيو غالو، في معرض حديثه إن "الشراكة بين المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون والمدرسة العليا للتكنولوجيا بفرنسا آلية تسعى إلى الرفع من المستوى العلمي والمعرفي". وأضاف أن "الهدف من توقيع اتفاقيات الشراكة بين الجامعة المغربية ونظيرتها الفرنسية هو تطوير قطاع التعليم وإعطاء الشباب دفعة معرفية علمية للرفع من مستوياتهم من خلال انفتاحهم على تخصصات حديثة واستفادتهم من التجارب العلمية الأجنبية". وتعتبر المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون إحدى ملحقات جامعة ابن زهر، وتدخل الشراكة مع جامعة "بريست" الفرنسية في إطار تحسين جودة التعليم العمومي بالأقاليم الجنوبية للمملكة. كما تأتي هذه الفعالية في إطار الانفتاح الذي باتت تعرفه جهة العيون الساقية الحمراء على أوراش جديدة للمعرفة، وعدد من المسارات العلمية التي تسعى إدارة الجامعة إلى إحداثها بغية دمج الشباب في سوق الشغل. وفي هذا الصدد، قال عمر حلي، رئيس جامعة ابن زهر، إن "التكوين الجامعي بالجهات الجنوبية شهد انطلاقته الفعلية سنة 2011؛ حيث أصبحت جامعة ابن زهر حاضرة بالجهات الجنوبية الثلاث بمؤسسات متكاملة. وبالنسبة لجهة العيون الساقية الحمراء، انطلقت بها بنيتان جامعيتان منذ سنة 2014؛ الأولى هي المدرسة العليا للتكنولوجيا بالعيون، والثانية هي كلية العلوم الشرعية بالسمارة سنة 2015". وأضاف رئيس الجامعة، في تصريح خص به جريدة هسبريس الإلكترونية، أن "مطلع السنة الجارية سيشهد إعطاء الانطلاقة لمشروعين هامين؛ يتمثل الأول في بناء كلية الطب والصيدلة بالعيون التابعة لجامعة ابن زهر، وتصل مساحة بنايتها إلى 22.527 مترا مربعا، وتبلغ طاقتها الاستيعابية 2000 مقعد، بتجهيزات علمية من الجيل الجديد"، مبرزا أن "رخص انطلاق المشروع وضعت لدى المصالح المختصة"، كاشفا أنه "تم تنظيم مباراة الهندسة المعمارية، وهو مشروع رصد له غلاف مالي يفوق 300 مليون درهم بتمويل من البنك السعودي للتنمية، سوف يعلن عن صفقته مطلع شهر مارس 2019". أما المشروع الثاني، حسب عمر حلي، فيتعلق ب "بناء مركب جامعي يضم مدرجا كبير وقاعة كبرى من أجل توسيع العرض التربوي ودعم المؤسسة الجامعية الموجودة بالعيون، والتمكن من فتح تخصصات تساير الطلب الاجتماعي على التعليم العالي بالجهة، وهو ما تم تجسيده على الصعيد التربوي بالانكباب على توسيع عرض التكوين بالعيون ليشمل تكوينات جديدة ابتداء من الدخول الجامعي القادم". وأضاف المتحدث أن "التكوينات المستحدثة تهم مجال الهندسة المدنية والهندسة المعلوماتية والصناعة الغذائية، بشراكة مع المكتب الوطني للتكوين المهني، بالإضافة إلى التكوين في اللغات الأجنبية المطبقة، والتكوين في القانون التطبيقي". وأشار رئيس جامعة ابن زهر إلى أن كل هذه المتغيرات تدخل في إطار "تحول عميق عرفه حضور المؤسسات الجامعية بمختلف الجهات الجنوبية، بإحداث مدرسة عليا للتكنولوجيا بكلميم، ومركز للدراسات الاقتصادية سيتم تحويله إلى كلية مستقلة الموسم الحالي، ومدرسة وطنية للتجارة والتسيير بمدينة الداخلة، وتدشين مشروع بناء مدرسة عليا للتكنولوجيا وكلية متعددة التخصصات بالسمارة، ومركز الأبحاث والدراسات حول مهن الطبيعة والتنمية المستدامة بمدينة آسا الذي سيتم تحويله إلى معهد عال، ومركز للتكوين والدراسات بالوطية- طانطان سيتم تحويله هو الآخر إلى معهد عال". وختم محاورنا حديثه لهسبريس بأن البنيات والبرامج الموضوعة والمشاريع المستقبلية "تفسر اليوم الحضور الرسمي لوالي جهة العيون الساقية الحمراء، ورئيس جامعة بريست الفرنسية مع فريق مشرف، ومنتخبي المنطقة، وممثلين عن القطاع الخاص، والأساتذة الباحثين والطلبة، ومجموعة من الفاعلين الجمعويين، في اللقاء الذي تم بين رئيسي الجامعتين، نظرا لأهمية المشاريع التي تأتي استجابة للطلب الاجتماعي المتزايد على التعليم العالي بالأقاليم الجنوبية".