دعا لحبيب المالكي، رئيس مجلس النواب، اليوم الخميس، إلى تقييم اتفاقية الشراكة التي تجمع المغرب والاتحاد الأوروبي؛ وذلك خلال لقاء جمعه مع فيديريكا موغيريني، الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن، بمقر البرلمان المغربي. واعتبر المالكي، في الاجتماع الذي جمعه مع الممثلة الأوروبية، أن الوضع المتقدم الذي يميز علاقة المملكة المغربية بالاتحاد الأوروبي "لا بد من تقييمه منذ سنة 2008 لفتح آفاق جديدة، خاصة أن الرباط تقوم بدور رئيسي تجاه أوروبا". وشدد المالكي على أن المغرب يلعب أدواراً مهمة في كل ما له علاقة بالاستقرار والأمن في عدد من البلدان الأوروبية، مشيرا إلى أن هذا "التقييم يجب أن ينبني على تجربة المغرب الرائدة في مجالات متعددة، وفي إطار العلاقات الثنائية؛ وهو ما من شأنه أن يفتح آفاقا جديدة بيننا". وخيّمت الدعوة التي وجهها الملك محمد السادس إلى الجزائر على لقاء رئيس مجلس النواب والممثلة السامية للاتحاد الأوروبي، وقال المالكي إن "الاجتماع مع موغيريني كان مناسبة للتأكيد على المستجدات التي تعرفها القضية الوطنية؛ ومن بينها مبادرة العاهل المغربي لاستئناف حوار مغربي جزائري تحت يافطة آلية مشتركة سيكون البلدان متفقين على طبيعتها". وأوضح المالكي، في تصريح صحافي، أن الممثلة السامية للاتحاد الأوروبي المكلفة بالشؤون الخارجية وسياسة الأمن أبدت تفهمها لمبادرة الملك محمد السادس، مضيفا أن "المغرب متشبث بمواقفه بخصوص قضية الصحراء في إطار المفاوضات الجارية حاليا برعاية الأممالمتحدة". وحول تصويت البرلمان الأوروبي بأغلبية ساحقة لصالح الاتفاق الزراعي، أورد المالكي أن هذا "التصويت الإيجابي هو إشارة لتجديد الثقة في إطار الشراكة ذات البعد الإستراتيجي بين المغرب والاتحاد الأوروبي"، وأضاف أن زيارة موغيريني في الوقت الحالي إلى الرباط خطوة "مفيدة وإيجابية جدا بعد قرار البرلمان الأوروبي". "قدمنا خلال اللقاء ذاته أيضا لمحة حول الأوراش الإصلاحية الكبرى التي يشهدها المغرب في المجال المؤسساتي والسياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي"، يورد لحبيب المالكي مشددا على الدور الطلائعي الذي يقوم به المغرب في مجال الهجرة والأمن والتقلبات المناخية. وتواصل فديريكا موغيريني عقد سلسلة لقاءاتها مع المسؤولين المغاربة بالرباط، حيث التقت مساء أمس وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، واليوم الخميس كل من رئيس مجلس النواب ورئيس الحكومة ووزير الداخلية، ويرتقب أن تلتقي أيضا عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات. وتأتي هذه الزيارة، وفقا لبيان صادر عن مكتب موغيريني، "في إطار استئناف العلاقات بين المغرب والاتحاد الأوروبي، وبهدف بناء شراكة وثيقة أكثر عمقا وأكبر طموحا". وستستعرض المسؤولة الأوروبية والوفد المرافق لها العلاقات الثنائية مع المغرب في مجالات السياسة والاقتصاد والأمن والهجرة.