قال وزير الاعلام والاتصالات والناطق الرسمي باسم الحكومة السودانية، بشارة جمعة أرو، اليوم الجمعة، إن التظاهرات التي خرجت في بعض الولايات احتجاجا على شح الخبز والمحروقات وارتفاع اسعار السلع انحرفت عن مسارها وتحولت إلي نشاط تخريبي، واتهم جهات سياسية لم يسمها باستغلال التظاهرات لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد. ويأتي بيان وزير الاعلام في أعقاب اتساع دائرة المظاهرات التي بدأت الأربعاء الماضي من مدينة عطبرة بولاية نهر النيل وتوسعت إلى مدن الدامر وبربر والمتمة وشندي، ولحقت بها دنقلا في الولاية الشمالية والخرطوم، كما شهدت مدن بورتسودان عاصمة ولاية البحر الاحمر والقضارف عاصمة ولاية القضارف وسنار عاصمة ولاية سنار والنهود بولاية غرب كردفان موجات غضب مماثلة كانت حصيلتها 8 قتلى، منهم 6 في القضارف، حسبما أكد مسؤولون حكوميون. وقال محافظ القضارف، الطيب الامين طه، في بيان مساء الخميس إن ستة قتلى سقطوا في هذا الاحتجاجات كما أصيب عدد آخر. فيما أفاد المتحدث باسم حكومة نهر النيل ابراهيم مختار في تصريح صحفي بمقتل شخصين في كل من مديني بربر والعبيدية. وصرح بشارة اليوم أن المظاهرات السلمية "انحرفت عن مسارها وتحولت بفعل المندسين إلى نشاط تخريبي استهدف المؤسسات والممتلكات العامة والخاصة بالحرق والتدمير ومهاجمة وحرق بعض مقار الشرطة". وأضاف أن "بعض الجهات السياسية برزت في محاولة لاستغلال هذه الأوضاع لزعزعة الأمن والاستقرار تحقيقا لأجندتها السياسية". وأشار إلي أنه وبرغم تراكمات الحصار الاقتصادي وآثاره علي الاقتصاد السوداني ووفرة بعض السلع والخدمات الأساسية ظلت الحكومة تبذل ولا تزال جهودا مقدرة لتوفير السلع والخدمات الأساسية. من جانبه اتهم المسؤول السياسي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم عمر باسان قوى اليسار بتأجيج المظاهرات والانحراف بها نحو التخريب بعد ان بدأت بشكل سلمي. وقال في حديث بثه تلفزيون السودان الرسمي مساء الخميس "إن التوجه العام للحكومة كان السماح للاحتجاجات وعدم التعرض للمتظاهرين، لكن ظهرت أجندة تحاول استغلال الوضع برفع شعارات اسقاط النظام ومحاولة إضعاف حكومة الوفاق الوطني". وكان متظاهرون في مدن عطبرة وبربر ودنقلا والقضارف أضرموا النيران في مقار لحزب المؤتمر الوطني ومباني حكومية وأحالوها الى رماد، كما جرى احراق عدد من السيارات الحكومية. من جهة اخرى توقفت على نحو مفاجئ ليل الخميس وسائل التواصل الاجتماعي عن العمل في السودان، وواجه مشتركو شركة (زين) على الأخص صعوبات بالغة في خدمات التراسل الفوري على أجهزة الهواتف المحمولة. ورجح خبراء اتصالات أن تكون هيئة الاتصالات التابعة لوزارة الاعلام والاتصالات أمرت الشركات بوقف تطبيقات "فيس بوك"، "واتساب" و"تويتر" للحد من تناقل الأخبار وصور الاحتجاجات التي انتظمت أجزاء واسعة من السودان منذ يومين بسبب الغلاء وتردي الأحوال الاقتصادية.