ترأس الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية، يوسف بلقاسمي، بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة، الدورة الثانية للمجلس الإداري للأكاديمية برسم سنة 2018، خصص لتدارس حصيلة عمل الأكاديمية برسم 2018، وبرنامج العمل والميزانية برسم 2019. وفي هذا السياق، أوضح كل من والي الجهة وعامل إقليمبني ملال في كلمة افتتاحية، أن انعقاد هذا المجلس، يأتي في سياق مجموعة من المستجدات التي تميز الدخول المدرسي الحالي، والذي تؤطره التوجيهات الملكية الواردة في خطابي الذكرى ال19 لعيد العرش المجيد وذكرى ثورة الملك والشعب، الداعية إلى التركيز على المبادرات المستعجلة في برامج دعم التمدرس، ومحاربة الهدر المدرسي، وتطوير التعليم الأولي وتعميمه، مؤكدا على ضرورة انخراط الجميع لإعطاء دفعة قوية للمدرسة العمومية والارتقاء بها، باعتبارها شأنا مجتمعيا ورافعة أساسية للتنمية بشكل عام. وأبرز الكاتب العام في كلمته، أن مشروع برنامج عمل هذه السنة يندرج في سياق استمرارية تفعيل مضامين الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، مؤكدا أنه تم إطلاق مجموعة من الأوراش الجوهرية للإصلاح، والتي تم الشروع في بلورتها، منها؛ إطلاق برنامج وطني لتطوير التعليم الأولي وتعميمه، وتعزيز خدمات الدعم الاجتماعي، والحد من الاكتظاظ في الفصول الدراسية، وإعطاء دفعة قوية لتأهيل المؤسسات واستبدال البناء المفكك، وبناء المدارس الجماعاتية، وتطوير النموذج البيداغوجي، وإطلاق ورش طموح لإصلاح نظام التكوين الأساس لأطر التدريس، باعتباره المدخل الأساسي للرفع من جودة التربية والتكوين، بالإضافة إلى تقوية الحكامة الجهوية للمنظومة وتعزيز صلاحيات الأكاديميات، خاصة في مجال تدبير الموارد البشرية. وعلى إثر ذلك، تم تقديم تقارير اللجان الفرعية المنبثقة عن المجلس الإداري، التي ثمنت المجهودات الحثيثة التي تبذلها الأكاديمية والمديريات الإقليمية من أجل الارتقاء بمستوى تنزيل مشاريع الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، وبلورة برنامج عمل يستحضر خصوصيات هذه الجهة، والتي تعرف عدة إكراهات تتطلب بذل المزيد من الجهود لتأهيل البنية التحتية، وتحسين المؤشرات، وتعزيز الشراكات مع المجالس المنتخبة وجمعيات المجتمع المدني التي من شأنها دعم المنظومة التربوية محليا وإقليميا وجهويا، وخاصة في مجال التعليم الأولي والدعم الاجتماعي، وتوفير النقل المدرسي من أجل إنجاح المدارس الجماعاتية في صيغتها الجديدة. ومن جهته، استعرض مصطفى السليفاني، مدير الأكاديمية، حصيلة تنفيذ برنامج عمل الأكاديمية برسم السنة المالية 2018، مدعمة ببعض المعطيات الإحصائية خاصة بالدخول المدرسي 2019-2018 حول أعداد المتمدرسين والأقسام والمؤسسات، والموارد البشرية. وأبرز السليفاني أهم الإجراءات والنتائج المحققة للارتقاء بمجالات العرض المدرسي والدعم الاجتماعي وتطوير النموذج البيداغوجي والحكامة. بالإضافة إلى حصيلة برنامج تقليص الفوارق الترابية والاجتماعية برسم سنة 2018. وقدم مدير الأكاديمية مشروعي برنامج العمل والميزانية برسم سنة 2019، موضحا المحددات والعناصر المؤطرة لإعداد الميزانية، تستحضر تنفيذ الالتزامات المتعاقد بشأنها ضمن برامج التنمية المندمجة، بما فيها اتفاقيات الشراكة والمشاريع المندمجة، ومواصلة تنزيل برنامج العمل متعدد السنوات 2021-2017، مع مواصلة العمل على تسريع تصفية الديون والمتأخرات المالية، وتحسين الحكامة المالية بالأكاديمية. وقدم مختلف التدابير والإجراءات والاعتمادات المالية المرصودة لها، خاصة المتعلقة منها بالأوراش ذات الأولوية، والتي تهم مجالات تطوير التعليم الأولي، وتعزيز خدمات الدعم الاجتماعي، والارتقاء بالموارد البشرية وتطوير وتنويع العرض المدرسي، وتطوير النموذج البيداغوجي، وتحسين حكامة منظومة التربية والتكوين، وتحقيق التعبئة المجتمعية حول المدرسة المغربية. وناقش أعضاء المجلس الإداري ما جاء في العروض المقدمة، من خلال مداخلاتهم، والتي همت في مجملها سبل الارتقاء بخدمات الدعم الاجتماعي، والرياضة المدرسية، والتعليم الخصوصي، وتأهيل البنيات التحتية، وتوفير الموارد البشرية المؤهلة والكافية للرفع من جودة التربية والتكوين. وبعد تقديم إجابات وتوضيحات الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية ومدير الأكاديمية حول النقاط المثارة خلال المناقشة، تمت المصادقة بالإجماع على مشروع برنامج العمل المميزن برسم سنة 2018. هذا، وعلى هامش انعقاد هذه الدورة، تم توقيع اتفاقية شراكة تجمع بين مجلس الجهة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة بني ملالخنيفرة، تهدف إلى تطوير التعليم الأولي والارتقاء به، بمبلغ إجمالي قدره 15 مليون درهم تم تخصيصه من طرف مجلس الجهة.