أرجأت هيئة الحكم بالمحكمة الابتدائية بأكادير، اليوم الإثنين، النظر في قضية متابعة شاب يبلغ عمره 21 سنة، ينحدر من دوار "آيت علي" في جماعة إنشادن، ضواحي اشتوكة آيت باها، إلى يوم الجمعة المقبل، بعدما جرى الاحتفاظ به رهن الاعتقال الاحتياطي بسجن آيت ملول بتهمة "إهانة إحدى رموز الدولة"؛ وذلك على خلفية حمله لعلم دولة إسبانيا بمدرجات ملعب "أدرار" خلال لقاء جمع فريق حسنية أكادير بأولمبيك خريبكة الأسبوع الماضي. وكان نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي قد أطلقوا، مباشرة بعد خبر توقيف الشاب، "هاشتاغ" بوسم "كلنا مصطفى بومزوغ"، وحملة تضامنية واسعة من أبناء المنطقة وهيئات حقوقية وسياسية وجمعوية. وطالبت تعليقات رافقت "الهاشتاغ" المذكور بإطلاق سراح الشاب، واستغربت أخرى من التهمة "الثقيلة" التي يُتابع بها. ومن المعلقين على الخبر، رئيس جماعة إنشادن، لحسن فتح الله، الذي قال إن الشاب المُعتقل "عرفناه شابا محبا لوطنه، لم نشهد فيه أبدا أنه يحمل فكرا انفصاليا أو عدائيا، كل ما في الأمر أنه من محبي الحسنية والفرق الإسبانية". أما لحسن أبعقيل، رئيس جمعية دوار آيت علي، الذي ينحدر منه المعتقل، فعلق على الواقعة على صدر صفحته ب"فيسبوك"، متسائلا: "كيف يكيل العدل في بلدي بمكيالين؟ شاب مثال للشباب المحب لوطنه والمنخرط في أنشطة شبابية رياضية وفنية منفتحة ومقبلة على الحياة، يدخل للملعب غير مخفي حاملا العلم الإسباني، علم فريقه الدولي المفضل، مرتديا زي حسنية أكادير المغربية، ومؤديا ثمن التذكرة بالدرهم المغربي.. يفاجأ بضباط الأمن يسألون عنه في بيته البسيط وبقريته من أجل اعتقاله بتهمة خيانة الوطن؟". وتعليقا على الموضوع، قال بكار السباعي، عن هيئة الدفاع عن الشاب، في تصريح لهسبريس، إن "جلسة اليوم قُدم إليها شخص حديث العهد بالسن الجنائي من أجل حبه لكرة القدم وتلويحه بعلم دولة أجنبية داخل الملعب، وقد اطلعنا على محاضر الضابطة القضائية والمتابعة المسطَّرة من طرف النيابة العامة، كما طلبنا في هيئة الدفاع بمهلة من أجل إعداد الدفاع وتمتيع مؤازرنا بالسراح المؤقت". وكشف المحامي السباعي أن "تهمة إهانة رموز المملكة فضفاضة وفي غير محلها في هذه النازلة، حيث لا يمكن الرقي بحمل علم دولة أخرى إلى مستوى المس بسيادة الدولة، والمغرب له علاقات تاريخية واقتصادية مع الجارة إسبانيا"، مضيفا: "نلتمس أن يتم استحضار الحكمة في تسطير المتابعات وفي مسطرة ترشيد الاعتقال الاحتياطي".