عادت الأزمة القائمة بين الربابنة وشركة "لارام" إلى نقطة الصفر من جديد، بعد أن رفض أعضاء الجمعية المغربية للربابنة الاتفاق الذي عرضه المكتب المسير للجمعية برئاسة أمين المكينسي، مساء أمس الجمعة، على الجمع العام المنعقد بالدار البيضاء. وصوت 359 عضوا ضد الاتفاق، الذي أشر عليه المكتب المسير بالموافقة المبدئية قبل أسابيع، رغم أنه كان سيمكنهم من زيادة إجمالية في أجورهم السنوية بنحو 5 ملايير سنتيم، شاملة للضريبة على الأجر. وبرر البيان الصادر عن جمعية الربابنة هذا الرفض بكون بنود الاتفاق لم تستجب لتطلعات الربابنة، وهو ما دفع أعضاء المكتب المسير إلى اتخاذ قرار يقضي بعدم تقدمهم لانتخابات المكتب الجديد الذي سيتم اختياره في الأسبوع الأخير من الشهر الجاري. وكانت مصادر من المكتب المسير الحالي اعتبرت أن هذا الاتفاق، الذي تم رفضه، تضمن مجموعة من النقط المرتبطة بإعادة تثمين أجور الربابنة، وفتح أكاديمية الطيران، شريطة التوقيع على البرنامج التعاقدي بين شركة الخطوط الملكية المغربية والحكومة، إلى جانب تنظيم الإطار العام لظروف العمل ومواعيد الراحة والعطل. جدير بالذكر أن عدد الزبناء الذين تضرروا بشكل مباشر من تكرار عمليات إلغاء الرحلات الجوية لشركة "لارام" تجاوز 36 ألف زبون مغربي وأجنبي؛ 53 في المائة منهم اضطروا إلى إلغاء حجوزاتهم لدى الناقل الجوي الوطني. وقدرت مصادر هسبريس الخسائر المادية التي تكبدتها شركة الخطوط الملكية المغربية، جراء الإضراب الذي يخوضه الربابنة بشكل غير مباشر للضغط على الشركة من أجل رفع أجورهم والاستجابة لمطالبهم المادية، بنحو 360 مليون درهم (36 مليار سنتيم)، منذ بداية أكبر حركة احتجاجية يخوضها الربابنة ضد الشركة.