بمجرد إعلان شركات التنقيب عن الغاز والنفط عزمها الشروع في تسويق الغاز الطبيعي المغربي خلال العامين المقبلين إلى أوروبا الجنوبية، خصوصا إسبانيا والبرتغال، حتى شرعت الجارة الجزائر في التفكير في المنافس الإفريقي الجديد المرتقب أن يزيحها من عرش المُمونين لأوروبا في مصادر الطاقة البديلة. وأعلنت الجزائر، اليوم الأربعاء، عن استثمار 280 مليون دولار لبناء خط أنابيب جديد لنقل الغاز بهدف تعزيز الإنتاج المتجه إلى أوروبا بحلول سنة 2020؛ وهو التوقيت نفسه المرتقب أن تشرع فيه المملكة في إنتاج واستغلال الغاز الطبيعي بمعدل إنتاج متوقع يبلغ حوالي 60 مليون قدم مكعب يومياً، على مدى 10 سنوات، في منطقة تندرارا الواقعة شرق المملكة. المُخطط الجزائري الجديد للغاز، الذي أعلن عنه نائب رئيس الشركة الجزائرية للمحروقات المملوكة للدولة "سونطراك"، سيقام على خط يبلغ 197 كيلومتراً، حيث سيربط بخطين آخرين يصلان إلى إسبانيا هما خط الأنابيب "بيدرو دوران فاريل" الذي يمر بأراضي المغرب والخط "ميدغاز" الذي يعبر البحر المتوسط. وقال أحمد مازيغي، نائب رئيس "سوناطراك"، في تصريح لوكالة الأنباء رويترز، إن الخط الجديد سيدخل الخدمة في سنة 2020 وستصل سعته إلى 4.5 مليارات متر مكعب سنوياً. وواجهت الجزائر صعوبات من أجل تجديد عقود الغاز التي تجمعها مع أوروبا؛ فقد استطاع النظام الجزائري بصعوبة تجديد العقود المبرمة مع إسبانيا بحجم تسعة مليارات متر مكعب سنويا لتسعة أعوام وتركيا بكمية تبلغ 5.4 مليارات متر مكعب سنويا لخمسة أعوام، لكن فشل في تجديد هذه العقود مع إيطاليا. وتعد الجزائر من أكبر الممونين لأوروبا بالغاز الطبيعي؛ إذ تحتل المركز الثاني بعد روسيا، وترتبط مع القارة العجوز بثلاثة أنابيب غاز عابرة للقارات بعقود طويلة الأمد؛ من بينها أنبوبان يربطان الجزائر بإسبانيا، وهما "بيدرو دوان فاريل" و"ميدغاز"، وأنبوب ثالث يربط الجزائربإيطاليا هو "أنريكو ماتي"، ما يضمن للأوروبيين 30% من احتياجاتهم الغازية من الجزائر منذ دخول الأنابيب حيز الخدمة. وشرع المغرب، منذ سنوات، في القيام بخطوات عملية لاستغلال الاكتشافات الغازية في البلاد، والتي ستمكن من تزويد السوق المحلية، ثم التصدير نحو أوروبا؛ وهي الخطوة التي تتخوف منها الجزائر، في ظل التوقعات التي تشير إلى أن الغاز المغربي يمكن أن يشكل بديلاً للاتفاقية التي تجمع أنبوب الغاز الجزائري مع أوروبا، والذي من المنتظر أن يصل إلى نهايته في سنة 2021. وعلى المدى البعيد، دخل المغرب في اتفاق تاريخي مع نيجيريا لإنشاء أنبوب ضخم يربط بين البلديْن، والذي سيمتد على طول يناهز 5660 كيلومترا. ومن المنتظر أن يُشيّد هذا الأنبوب على عدة مراحل، ليستجيب للحاجيات المتزايدة للبلدان التي سيعبر منها وأوروبا، خلال ال25 سنة المقبلة.