اعتبر نور الدين عيوش، عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، أن الضرورة تحتم على المغرب إعادة النظر في عدد السنوات التي يقضيها التلاميذ المغاربة في أسلاك التعليم الابتدائي والإعدادي والثانوي، عبر التقليص منها تفاديا لضياع الوقت. وقال عضو اللجنة الدائمة للمناهج والبرامج والتكوينات والوسائط. التعليمية بالمجلس سالف الذكر إن التعليم الابتدائي يمكن تقليصه إلى ثلاث سنوات، مع اعتماد نظام للجدول الزمني لا يزيد عن ثلاث ساعات من التدريس يوميا فقط على مدى ستة أيام في الأسبوع وشهر واحد للعطلة السنوية. وأوضح الفاعل الجمعوي والرئيس المؤسس لمؤسسة زاكورة للتربية والبيئة، في لقاء بالصوت والصورة، أنه يخوض تجربة ناجحة واقعية من خلال شبكة المدارس القروية المجانية "زاكورة"، التي توفر تعليما ابتدائيا لمدة ثلاث سنوات تنتهي بحصول التلاميذ على الشهادة الابتدائية الرسمية المعترف بها من طرف الدولة. وأردف عيوش قائلا: "تلاميذ مؤسسة زاكورة للتعليم يتلقون تعليما عالي المستوى في اللغتين العربية والفرنسية والرياضيات وباقي المواد المعتمدة في النظام التعليمي العمومي، وهم يحصلون على أعلى الدرجات في التنقيط مقارنة مع باقي تلاميذ المؤسسات التعليمية العمومية الأخرى، وهذا ما يعني أن تجربتنا ناجحة بشكل كبير، ويمكن تعميمها". وأضاف المتحدث في لقائه المصور مع هسبريس: "يمكن أيضا تقليص سنوات الدراسة في التعليمين الإعدادي والثانوي إلى النصف (ثلاث سنوات عوض ست سنوات)، لتفادي ضياع الوقت". وأكد نور الدين عيوش، الذي قال إنه خريج المدرسة العمومية المغربية منذ أزيد من خمس عقود، أن اقتراحه استخدام المصطلحات الدارجة في المناهج الدراسية التعليمية نابع من وجود مجموعة من المصطلحات التي لا وجود لها في قاموس العربية الفصحى، منتقدا الهجمة الشرسة التي تقودها بعض الجهات ضده. وقال الخبير في الإعلام والتواصل: "نحن أصلا نستخدم الدارجة في المدارس المغربية، سواء في التواصل بين الأساتذة والتلاميذ أو خلال حصص الشرح. وبالتالي، فإن الأمر هو واقع معاش، ولا أفهم لما هذا الهجوم اللفظي على شخصي وعلى والدتي... ولعلمكم، فأنا لن أسمح لأي كان التهجم على والدتي المتوفاة أو التشكيك في وطنيتي؛ فأنا مغربي، وأعتز بمغربيتي وأحب بلدي". وعن موقف سعد الدين العثماني من استخدام الدارجة في المناهج الدراسية للغة العربية في المؤسسات التعليمية، قال نور الدين عيوش: "سي العثماني صديقي، وأنا أحترمه وأقدره. ولعلمكم، فإن جوابه كان في محله لأنه أكد أنه سيحيل الأمر على الخبراء في مجال اللسانيات لاعتماد الموقف النهائي من موضوع استخدام مصطلحات الدارجة، في المقررات بموافقة من وزارة التربية الوطنية".