شكلت مناطق المعاريف وأنفا ودرب السلطان استثناء يوم عيد الأضحى، بعد مسارعة مجموعة من المتدخلين إلى جمع النفايات بشكل مكثف، انطلاقا من بداية ظهيرة أمس الأربعاء، حيث نجح عمال النظافة في محاصرة وجمع مئات الأطنان من النفايات من شوارع هذه المناطق. وتواصلت عمليات إزالة النفايات من المدينة القديمة ودرب غلف ودرب السلطان والمعاريف إلى ساعات متأخرة من اليوم الأول لعيد الأضحى، حيث أكد مجموعة من عمال النظافة أنهم فضلوا الاشتغال يوم العيد، والالتحاق بعملهم مباشرة بعد أدائهم شعيرة عيد الأضحى، من أجل المساهمة في تنظيف شوارع مجموعة من مناطق العاصمة الاقتصادية للمملكة. وأقدم مجموعة من المواطنين على إلقاء نفايات الأضاحي على قارعة الطرق وفوق سكك الترامواي، في مشهد أغضب جل عمال النظافة، الذين تركوا أسرهم من أجل إعادة الرونق إلى جزء من شوارع المدينة. ومقابل هذه العمليات المتسارعة لتنظيف أحياء آنفا ودرب السلطان، في سباق مع الزمن، غرقت مناطق الحي الحسني وعين السبع والحي المحمدي سباتة ومولاي رشيد في نفايات الأضاحي، ومخلفات شواء رؤوس الخراف، وباقي النفايات المرتبطة بالأنشطة الموازية لعيد الأضحى. شوارع أحياء سيدي الخدير والحي الحسني وليساسفة تحولت إلى مراكز لاستقبال نفايات الأضاحي، في ظل انتشار روائح شي رؤوس الخراف، وفي ظل تأخر الجهات المختصة وبعض الشركات المشرفة على نظافة هذه المنطقة في جمع النفايات بشكل مبكر، مما جعل مجموعة من أحياء هذه العمالة وباقي المناطق الأخرى، خاصة حي للا مريم وبعض مناطق الحي المحمدي، تتحول إلى شبه مراكز مؤقتة لاستقبال النفايات. يشار إلى أن تدبير قطاع النفايات المنزلية بمدينة الدارالبيضاء دخل نهاية العام المنصرم مرحلة انتقالية من ستة أشهر بعد فسخ العقدة مع "سيطا"، وانتداب شركة التنمية المحلية "الدارالبيضاء للخدمات" لتدبير المرحلة الانتقالية إلى حين إعداد دفتر التحملات. وجاء هذا القرار بعد تزايد المخالفات المسجلة في حق "سيطا البيضاء"، وعدم وفائها بالتزاماتها التعاقدية، وبعد التقرير الأسود الذي أعدته شركة "الدارالبيضاء للخدمات" بهذا الخصوص، والرسالة التي توصلت بها رئاسة المجلس من والي جهة الدارالبيضاءسطات، عبد الكبير زاهود، لدراسة الوضع، واجتماع مجلس الجماعة لبحث الموضوع، وإصدار بلاغ يفسر حيثيات اللجوء إلى خيار الفسخ، وأيضا بعد توجيه ثلاثة إخطارات وإنذارات إلى "سيطا" في هذا الموضوع.