تعيش عدد من المناطق النائية في إقليمتارودانت، خلال اليوم الأخيرين، وضعا استثنائيا بسبب العزلة التي فرضتها التساقطات المطرية "الصيفية" التي أدت إلى جريان الأودية والأنهار بالمنطقة. السيول عزلت عددا من الدواوير، وألحقت أضرارا بالبنية الطرقية؛ وهو ما دفع الساكنة إلى التدخل من أجل فتح المسالك الطرقية التي غمرتها الأوحال، في حين استنجد الأهالي بالسلطات لفك عزلتهم. عادل أداسكو، رئيس الجمعية الثقافية لإدوسكا أوفلا، اعتبر، ضمن تصريح لهسبريس، أن "الوضع هنا يصبح كارثيا، كلما عرفت جبال الأطلس الصغير هطولا للأمطار خلال فصل الصيف، بسبب انجراف التربة واقتلاع أشجار اللوز، حيث تصبح معظم الدواوير محاصرة بمياه الأودية؛ وهو ما يترتب عليه انقطاع المسالك الطرقية". ومن المحاور الطرقية المتضررة، قال الفاعل الجمعوي ذاته، "هناك الطريق الوحيدة التي تربط بين جماعات تومليلين إدوسكا أوفلا وتوفلعزت وآيت علي تابيا، حيث يصبح الوضع كارثيا بعد كل تهاطل للأمطار؛ وهو ما يجعل المنطقة في عزلة تامة عن مراكزها وأسواقها وعن القبائل المجاورة". ويرى المتحدّث أن "الطرق بالمنطقة تحتاج إلى بناء قناطر ومنشآت فنية حقيقية، وليس ما تم بناؤه وهي عبارة عن قناطر تجرفها مياه الأمطار العادية، كما أننا سبق أن طالبنا في العديد من المناسبات ببناء السدود التلية بهذه المناطق، للحد من الفيضانات والاستفادة من مياه الأمطار، ولكن هذا المشروع لم تهتم به الجهات المسؤولة وما زال لم يخرج إلى الوجود". وسيخلق الوضع الحالي بالمسالك الطرقية المحلية ارتباكا لدى أبناء المنطقة الذين يتوافدون خلال أيام الاحتفالات بعيد الأضحى ليلتحقوا بقراهم ومداشرهم، إذ "سيجدون الوضع كارثيا وقد يندمون على التحاقهم بمواطنهم الأصلية، الوضع الذي تعيشه هذه المناطق يدفعنا إلى طرح علامة استفهام كبيرة عن وضعنا كمواطنين ينتمون إلى "أدرار" الذي يطاله التهميش، وقد لا حظنا الغياب التام للمسؤولين بعد وقبل الفيضانات وانعدام وسائل والمعدات لفتح المسالك الطرقية"، على حدّ تعبير عادل أداسكو.