عاد التراشق الإعلامي بين حركتي "فتح" و"حماس" الفلسطينيتين على خلفية اتفاق تهدئة محتمل مع إسرائيل في قطاع غزة. وأصدرت "فتح" بيانا دعت فيه "حماس" إلى التجاوب مع جهود الوحدة الفلسطينية، التي ترعاها جمهورية مصر، محذرة إياها من توجهاتها إلى "عقد اتفاق هدنة مع إسرائيل مقابل مساعدات إنسانية". واعتبرت "فتح"، في بيانها أن مثل هذا التوجه من "حماس"، وهذا القرار إن حصل، "سيمثل انقلابا آخر على الشعب والوطن وهدية مجانية لإسرائيل". ورأت "فتح" أن اتفاقية تهدئة مع إسرائيل في غزة "تسعى من ورائها الإدارة الأمريكية وإسرائيل إلى فصل القطاع، وتمرير مؤامرتهما المشؤومة تحت عنوان صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية". في المقابل، ردت "حماس" بأن أي تهدئة مع إسرائيل "سيقرر فيها في السياق الوطني الفلسطيني". وقال القيادي في "حماس" سامي أبو زهري، ضمن بيان مغاير، إن "موضوع التهدئة سيقرر فيه في السياق الوطني ومزايدات "فتح" مرفوضة". وأضاف أبو زهري، منتقدا "فتح"، أن "من يتفاخر بالعيش تحت بساطير الاحتلال ويتعاون معه أمنيًا لا يحق له المزايدة على تضحيات غزة". يأتي ذلك فيما تعقد قيادة حركة "حماس"، منذ أول أمس الجمعة، اجتماعات هي الأرفع لها منذ سنوات في غزة، بعد وصول وفد رفيع من قيادتها في المنفى، مساء الخميس الماضي، إلى القطاع عبر مصر. وقال مصدر كبير في "حماس" لوكالة الأنباء الألمانية إن "اجتماعات مكثفة ستعقد على مستوى المكتب السياسي بشقيه في غزة وخارج الأراضي الفلسطينية لحسم ملفات داخلية في الحركة، خاصة تلك المتعلقة بالمصالحة الفلسطينية والتهدئة المقترحة مع إسرائيل". ويضم وفد "حماس" من المنفى، القادم إلى غزة، نائب رئيس مكتبها السياسي صالح العاروري، وأعضاء المكتب السياسي موسى أبو مرزوق وعزت الرشق وحسام بدران ومحمد نصر وماهر صلاح وموسى دودين. ودخل الوفد إلى غزة عبر معبر رفح رفقة خليل الحية وروحي مشتهى، العضوين الآخرين في "حماس" المقيمين في القطاع، بعد أن أجروا خلال ثلاثة أيام محادثات مع مسؤولي جهاز المخابرات العامة المصرية. ولم تعلق إسرائيل على وصول وفد قادة "حماس" إلى غزة، فيما تحدثت تقارير إعلامية عن ضمانات مصرية وأخرى من مبعوث الأممالمتحدة للسلام في الشرق الأوسط، نيكولاي ميلادينوف، الذي كان اجتمع مع قادة حماس مرارا مؤخرا.