في قلب مدينة سلا، بحي السلام، صومعة على ارتفاع شاهق تبدو للناظرين. وفقا للنمط المغربي الأصيل، بُني مسجد "صاحبة السمو الأميرة لالة لطيفة". منشأة دينية تنسجم مع سياسة الدولة المتعلقة بتشييد المساجد. مرافق متنوعة على أرض قدمتها جمعية النخيل، تبلغ مساحتها 1640 متر مربع، موزعة على مخطط التقسيم بأربع واجهات، ومواقف للسيارات، تم بناء المسجد، في قلب قطاع سكني، متوسط الكثافة السكانية والاقتصادية. مسجد تبلغ مساحته 1200 متر مربع في الطابق الأرضي، يضاف إليه طابق واحد. يتكون من قاعة للصلاة للرجال في الطابق الأرضي، بمساحة 700 متر مربع، وتتسع لما يزيد عن ألف شخص، بالإضافة إلى غرفة للصلاة للنساء، تبلغ مساحتها 260 متر مربع، وفي المنطقة المحيطة بالمسجد، مكان بمساحة 300 متر مربع، يسع لمصلين آخرين إذا كان العدد كبيراً. وتختلف مرافق المسجد الأخرى بين غرف الوضوء، والمحلات التجارية، والكتاتيب القرآنية، والمئذنة، وكذا غرف كمخازن للزرابي والأشياء التي تخص المسجد. تصميم متميز تصميم المسجد يضاهي تصاميم المساجد التركية أو تلك التي تعود للدولة العثمانية قديماً، فقد جمع فيه المهندس المعماري إدريس العلمي بين الأصالة والمعاصرة. معلمة حضارية بارزة من حيث الحجم، وتصميم على طريقة Malékite التي تجمع بين الحداثة والأصالة وسلامة الوظيفة، وإمكانية الوصول إلى المرافق، وولوج ذوي الاحتياجات الخاصة أيضا إليها، بالإضافة إلى كفاءة طاقية وراحة على مستوى التهوية. كل هذا يجمع بين التراث المعماري التقليدي والديني، في قالب متقون. ما يميز المسجد عن غيره من المساجد تجهيزه بوسائل وأجهزة التحكم الكهربائية والصوتية. ففي الغرفة التقنية تجهيزات المكبرات الصوتية، وأجهزة التحكم عن بعد في الصوت والإضاءة، ويمكن الوصول إلى هذه الغرفة من الخارج. أضف إلى ذلك كرسي الخطيب ومكان انتظاره، ومكان استقبال الموتى والصلاة عليهم. لتغطية نفقات المسجد، المحلات التجارية موجودة. بين 25 متر مربع و40 متر مربع، أماكن للبيع والتسوق. أما منبر الخطيب، فقابل للإزالة، مصنوع من خشب الأرز الصلب المنحوت. الساحة الخارجية المزروعة بأوراق دائمة، مزينة بشاشة خضراء، ويمكن أن تستخدم كمكان للصلاة، قد تصل سعتها ل300 أو 400 شخص. إمكانية الولوج إلى المسجد متاحة للجميع. ففي مدخله وسائل تسهل ولوج ذوي الاحتياجات الخاصة، كما أن الأبواب الضخمة من جميع الجهات، تمكن المصلين من الدخول والخروج من كل الاتجاهات الأربع للمسجد. ولمراعاة الكفاءة في مجال الطاقة، تم تزويد المسجد بتهوية طبيعية يتم التحكم فيها من خلال النوافذ والأبواب، التي توفر الهواء، بالإضافة إلى نظام للتخلص من الدخان، والتهوية تحت القبة. ثريات المسجد تمتاز بتصميم فريد من نوعه، بين ثريات ومصابيح، تستهلك إلى حوالي عُشر درجة من الاستهلاك العادي. كما أنه تم تجهيز المسجد بسخانات مياه بالطاقة الشمسية بسعة 300 لتر. وفي تصريح ل"هسبريس" أكد إدريس العلمي، المهندس المعماري للمسجد بأن فريقا كبيراً، وطاقما من الحرفيين، تكلفوا بنحت الخشب، والحجر، وكذا الزليج التقليدي، والنحت في الحجر والثريات، والعمل بالنحاس، والبرونز. وأكد ذات المتحدث بأن المشروع قد وصل في نهاية الأمر إلى 11 مليون درهم، لمساحة إجمالية تبلغ 1860 متر مربع، كلفت كل متر مربع واحد مبلغ 6000 درهم. جدير بالذكر أن الملك محمد السادس، قد أشرف يوم الجمعة بحي السلام بسلا، على تدشين "مسجد صاحبة السمو الأميرة للا لطيفة"، قبل أن يؤدي به صلاة الجمعة. *صحافية متدربة