1 https://www.facebook.com/elMayssa باسم الله الرحمان الرحيم هذا الموضوع من ثلاثة أقسام: خروج المرأة من البيت حقها في الطلاق إن خافت أن يفتنها زواج زواجها في دينها حقها في قوامة زوجها هذا المقال اجتهاد متواضع أحاول من خلاله الإلمام بالكثير من الشبهات التي أحيطت بمجتمعنا المغربي، والتي أفقدت المرأة حقوقها التي حفظها لها الله تعالى في دينها الإسلام المتوسط المعتدل، فطغت عليها موجات الليبرالية والحداثية ومزقت بها كل ممزق، وتجبر عليها البعض بالدين، ففتنها بما تشابه فيه، فباتت المرأة المغربية تائهة بين الشارع العام وما يفرضه عليها من اختلاط واحتكاك وسلوك مشين، وبين التربية الأسرية التي اخترقتها واستعمرتها الثقافة التليفزيونية فأضحت المسلسلات والأفلام والڤيديوهات أكثر تأثيرا من قوة الأب بأوامره وحنان الأم بنصائحها، وبين تشويش زمن الماديات حتى أصبحت الأسر تقبل بما كان بالأمس القريب من العار والخزي إن فعلته الفتاة على العائلة. المرأة اليوم منشقة بين فسق الحريات في زمن الحداثة والطغيان بالفهم الأعوج للدين اليوم، نرى الفتاة المغربية، بين نشأتها وكبرها في بيت مغربي مسلم، منذ دخولها المدارس وخاصة عند فترة البلوغ فالمراهقة، تفتح لها أبواب الحريات فتقترن ببنات من نفس خلفيتها تجوب الشوارع صباح مساء عرضة للتحرش الجنسي والسجائر والمخدرات والصبيان من سنها داعينها إلى المصاحبة والقبلات بين حيطان الأبنية والمدارس، تدخل البيت فتجد مربيها الأول مفتوحا ليل نهار يلقنها بين البرامج والأغاني فن الماكياج والعري والجنس، فتنبهر وتعود صباحا إلى الشوارع.. حتى إن غلبت الفطرة وخلصت إلى تربيتها ودينها وأنقذت نفسها أيام دراستها في الثانوية، سقطت في فخ الحريات مجددا في الجامعة، وكلما كبرت أصبح الانقياد أسهل بحكم ابتعاد الأسرة عن النصح وقناعتها أن الفتاة قادرة على تحمل عبئ الشوارع والمجتمع. ثم إذا ما هي تخرجت أو بلغت سن العمل، دفعتها الأسرة إلى البحث عن المهنة والراتب، أو حتى إلى السفر إلى الخارج! وكأنها المسؤولة عن إعالة نفسها وأسرة قابلة على تكوينها، وكأنها هي من فرض عليها الله تعالى القوامة والقوة، فيحفزونها بداية، ثم يقنعونها ثانية، فإن وجدت حُمدت وبوركت، واشتغلت وطولبت بالبحث عن الزوج فاشتركت معه في الإنفاق والمسؤولية. وإن تعطلت ورفضت الإغراءات وعدلت عن ذلك أو أصيبت بعدوى البطالة ذُمّت وهُمّشت وقيلت فيها أقاويل فإذا هي تارة مصابة بعين أو حسد وإذا هي أخرى امرأة فاشلة كسولة ضائعة في أركان البيت. ثم إن تزوجت المرأة، أصبحت الرجل والمرأة، تقوم بمهام البيت وتشتغل وتشارك في النفقة أو تنفق بالمطلق وتنجب وتربي وتصبر وتضحي وإن تعبت وكلت قيل لها أنت من طالبت بالمساواة. وإن تعرضت للتحرش أو اشتكت من سوء معاملة اتهمت بالعري والزنا وسوء السمعة وكأن النساء كاملات يجتمعن في كل امرأة فإذا هي تزر وزر كل مغربية في تاريخ البشرية! و إن أعابت على المجتمع سوءه وبدعه وانحلاله وتفسخه اتهمت بالتخلف والتعقد والرجعية وإنا لله وإنا إليه راجعون في امرأة مغربية لا حول لها ولا قوة إلا أن تعود الرجولة! وهذا أخواتي، لهو العذاب الأليم الذي يعذبنا الله به في هاته الحياة الدنيا حين ابتعدنا عن ديننا وطالبنا غير حقوقنا وتعدينا حدود الله فعذبنا الله بذنوبنا. كل هذا عزيزاتي لهو جزاء العصيان الذي يتخبط مجتمعنا فيه فإذا نحن نتخبط معه ونتمرغ في وحل المساواة والحداثية والتعصب والرجعية ولا ندري من أين الرجوع. ولهذا، سأعود بكن قليلا إلى بعض حقوق المرأة في الإسلام، ضد ما يفرض عليها تجبرا بسوء الفهم للدين أو قصدا، وسأترك في هذا المقال حربي على الليبرالية العوجاء إذ أن شرحنا للدين هو في ذاته عودة بنا إليه وابتعادنا عما أحدث في زمننا هذا مما سمي بالحداثة والعولمة، وفي طرحي هذا سأشرح كيف يمكن تطبيق ذلك في مجتمعنا اليوم: *** 1 أولا، يجب أن تعلمن صديقاتي أن كل من يقول أن على المرأة أن تخرج من بيتها ثلاث مرات: من رحم أمها إلى بيت أبيها ومن بيت أبيها إلى بيت زوجها ومن بيت زوجها إلى القبر، أسألنه عن أسوتنا وحبيبتنا وأمنا الغالية خديجة رضي الله عنها وأرضاها، واسألنه: من كان يأخذ للحبيب المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم الأكل والشرب إلى الجبل حين كان رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في حالة رفض لعبادة الأصنام وتأمل وتدبر في ملكوت الله في غار حراء لسنوات قبل أن ينزل عليه الوحي. فكانت تخرج رضي الله عنها محملة بالغذاء والمشرب والملبس إذ ظل الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم في أحايين لأسابيع في الغار، وتصعد إليه إلى هناك، ثم تعود إلى بيتها وعملها فقد كانت صاحبة تجارة. وقد قال فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم: "آمنت بي إذ كفر الناس، وصدقتني وكذبني الناس، وواستني بمالها إذ حرمني الناس". فهناك فرق واسع لمن تشابه عليه القول لضعف البصيرة بين الامتناع عن الاختلاط الآثم والاحتكاك بالرجال وبين الخروج من البيت للعلم والمعرفة. فكيف لمريضة إن أعرضت عن طبيب أن تجد طبيبة، إن لم تخرج المرأة للتعلم لتصبح طبيبة. على أن تتعلم بين قريناتها من النساء في جو يسوده الاحترام والتقدير ودرء الفتنة والحفاظ على الحرمات. كيف يقال أن المرأة لا تخرج من البيت أبدا، فيستدل من أسميهم "المتجبرون بالدين" بآية "قرن في بيوتكن" ويتركون للحداثيين العلمانيين فرصة اللعب بما تشابه من الآية بغية الفتنة. في حين أن الآية الكاملة أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: "يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلا مَّعْرُوفًا. وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا. وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفًا خَبِيرًا. إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا." صدق الله العظيم. فالآية في شطرها الأول موجهة خاصة إلى نساء النبي محمد صلى الله عليه وسلم، فهن لسن كأحد من النساء، إذ حرم الله عليهن الزواج بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، بينما باقي نساء المسلمين يحق لهن الزواج بعد وفاة أزواجهن. لذلك أوصاهن الله عز وجل رضي الله عنهن بالقنوت في البيوت، ويعدهن الله عز وجل أن من قنتت منهن رضي الله عنهن آتاها الله جزاءها ضعفين، ومن آتت الفاحشة أتاها عذابها ضعفين، في جزاء وعذاب يفوق جزاء وعذاب باقي المومنات. وطبعا، لنا في أمهات المومنين زوجات الحبيب عليه أفضل السلام أسوة حسنة باتباع خطاهن، ومن هنا جاء الشطر الثاني من الآية لمومنات القانتات الصادقات الحافظات لفروجهن، والقنوت من قنت يقنت يعني التواضع والتقوى والورع والطاعة والصلاح الديني والامتثال والرضوخ لأوامر الله. وليس عدم الخروج من بيت الزوج حتى الموت. وإن كانت أمهات المومنين قد أمرن بلزوم بيوتهن لأنهن لسن كأحد من المسلمات، فللمسلمات مثال في صحابيات جليلات شاركن في المعارك واشتغلن كمسعفات طبيبات وحارسات وناشطات اجتماعيات سعين في نشر كلمة الحق وإعلائها، وقد كان أول شهيد في الإسلام لمن لا يعلم: امرأة وهي السيدة سمية رضي الله عنها وأرضاها. ومن بين المجاهدات المسلمات أم عمارة التي كانت إحدى امرأتين مع سبعين رجلا من الأنصار قدمن لمبايعة الحبيب المصطفى عليه أفضل السلام في بيعة العقبة الثانية. وشهدت غزوات عديدة من بينها أحدا والحديبية وخيبر وقطعت يدها، وسمعت أحاديث عديدة من الرسول صلى الله عليه وسلم. وقد قالت عن غزوة أحد: ".. فلما انهزم المسلمون، انحزت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجعلت أباشر القتال، وأذب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسيف، وأرمي بالقوس، حتى خلصت إلى الجراح." ومن أدعية الرسول صلى الله عليه وسلم لها إذ قال لابنها عبد الله بن زيد بن عاصم رضي الله عنه وهما يحميانه في غزوة أحد: "أمك! أمك! اعصب جرحها! اللهم اجعلهم رفقائي في الجنة!" ومجاهدات أخريات منهن: سمية أم عمار ابن ياسر رضي الله عنها وأرضاها أول شهيدة في الإسلام، أم حبيب بنت العاص القريشية.. وغيرهن كثير ومن نساء المسلمات عالمات، وأولهن أم المسلمين عائشة ابنة الصديق رضي الله عنها وأرضاها، حيث لم يكن أوثق منها رواية للحديث ولا أدق، ولا أروى منها هي وأبي هريرة رضي الله عنه. ويقول فيها الإمام الذهبي: لا أعلم في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، بل ولا في نساء المسلمين امرأة أعلم منها. *** خروج المرأة لطلب العلم أو لعمل أو لقضاء حاجة من حوائج الدنيا أمر لا نقاش فيه إذ بعودتنا إلى التاريخ نجد ملايين النساء اللواتي حافظن على دينهن وعوراتهن وسعين في الدنيا جاهدات للتعلم كما جاء في قوله تعالى: "وقل رب زدني علما" حتى أصبحن من أعلم وخير الناس في كل مجال. أو ساعيات إلى التعليم والتربية كما جاء في قوله تعالى إلى أمهات المسلمين داعينهم سبحانه وتعالى إلى تعليم المسلمين مما آتاهم الله من فضل: "واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة"، فكان الصحابة يستفتينهن في أحكام الشرع ويطلبن الشرح مما علمهن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاته، أو معليات راية الإسلام كمن ذكرت من مجاهدات مقاتلات ضحين بأولادهن وأنفسهن في تجارة مباركة، أو نساء مهاجرات أو عاملات أو بائعات أو مشتريات أو غيرها مما تفرضه ظروف العيش محافظات على فروجهن غير خاضعات بالقول. ومن قال غير ذلك بغية حبس المرأة عما أباحه لها الإسلام فقد تجبر بالدين وسلبها من حقوقها التي شرعها الله تعالى إياها. *** وأما ما يأتي ضد القنوت، فإنما هو التفتل في الشوارع لغير سبب، أو الجلوس في المقاهي لغير غاية لساعات مثيرات الفتنة والشبهات، وفي خلاصتها مغادرة البيت لغير غرض.. وعلى المرأة عند خروجها لدراسة أو عمل أو قضاء حاجة من الحوائج أن تراعي حرمات الله، وتبتعد عن الاختلاط ما أمكن، وإن فرضه عليها المجتمع المغربي، أن تبتعد عن المعانقات والقبلات مع الزميل في العلم أو العمل أو "الصديق" أو الجار أو غير الحرمات من العائلة والمقربين. وأن تتجاوز الكلام في الخصوصيات والضحك الزائد والنكت والقهقهات وما إلى ذلك من حميمية فاسدة. وأن تتجنب الخلوة. وأن تحاول قدر الإمكان التعامل مع النساء، واللجوء في كل مجال من مجالات الحياة إلى المرأة كل ما سمحت الظروف بذلك. وإن غلبت الظروف وفرض عليها الاختلاط أن تترجل في حديثها وتصرفاتها حتى تصرف عنها رجس الرجال وأهواءهم. وإن تجبر عليها أحد بتحرش جنسي أو دعوات إلى الفجور والفسوق أو قول في غير محله أو لمس أو احتكاك، أن تترك المكان، وإن اقتضى الأمر أن تشتكي ولا تخجل في أن يقال فيها الأقاويل فتعلم أن من الموبقات السبع رمي المحصنات المومنات بالباطل في قوله تعالى: "إِنَّ الَّذِينَ يَرْمُونَ الْمُحْصَنَاتِ الْغَافِلاتِ الْمُؤْمِنَاتِ لُعِنُوا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ. يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ". بل أن تشتكي هذا التحرش الجنسي إلى السلطات. وإن لم يؤخذ لها حقها، أن تشتكي أمرها إلى الله وأن تترك ذاك العلم أو العمل أو الأمر الذي كانت مقبلة عليه ولتعلم علم اليقين أن: "من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه". ولتعلمي أختي أن هؤلاء الحداثيين الذي يحثونك على الاختلاط ويقولون أن الطبيب أكثر مهنية من الطبيبة والمعلم أكثر جدارة من المعلمة إنما هم يسبونك في ذكائك وفطنتك. فلنثبت لهم أن المهندسة تضاهي المهندس في الابتكار، وأن الكاتبة أفضل وأبلغ من الكاتب، وأن المحامية أرقى وأذكى من المحامي. وأن التاجرة تعادل التاجر في حسن المعاملة والخلق. في احترام وتقدير للزوج في غيابه وحفظ لعوراته إذ هو أعطى ثقته واسمه لامرأته أن تعمل وتتقدم. *** ... يتبع مايسة