تحولت جلسة محاكمة المعتقل على خلفية حراك الريف محمد حاكي، خلال مثوله يوم الثلاثاء، والتي استمرت حتى العاشرة ليلا، بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، إلى مشادات بين هيئة الدفاع عن المعتقلين ودفاع الطرف المدني، بسبب "فيديو" يتعلق بإقامة تابعة للقوات الأمنية. وشككت المحامية أسماء الوديع، خلال جلسة المحاكمة، في الشريط، معتبرة أن ما حدث بالعمارة في منطقة إمزورن ليس سوى تدريب للأجهزة الأمنية، وهو ما جعل دفاع الطرف المدني ينتفض في وجهها، مشيرا إلى أن الشريط يبرز تعرض العناصر الأمنية لاعتداء في العمارة بالرشق بالحجارة. ممثل النيابة العامة، حكيم الوردي، أكد أن واقعة العمارة خلفت مجموعة من الضحايا في صفوف القوات العمومية، إلى جانب تسجيل خسائر مادية جسيمة. من جهة أخرى، اتهم المعتقل محمد حاكي، الذي يملك مقهى بمدينة الحسيمة، من وصفهم ب"الغرباء" بالوقوف وراء رشق العناصر الأمنية خلال احتجاجات مدينة الحسيمة من أعلى سطح منزل ناصر الزفزافي. وشدد المتهم حاكي، وهو يجيب عن أسئلة القاضي علي الطرشي، على أنه شاهد غرباء يصعدون إلى الأسطح المجاورة لمنزل الزفزافي ويرشقون عناصر الأمن بالآجر، مضيفا أن قائد الحراك كان يريد تسليم نفسه لأولئك الغرباء، حسب تعبيره. وعاد المتهم، وهو يرد على استفسار القاضي عن هؤلاء "الغرباء"، ليؤكد أنهم "من رجال الأمن بدون زي رسمي"، وزاد: "من خلال ملاحظتي لهم تبين أن البعض منهم يرتدون زيا أزرق والبعض يحملون مسدسات". وعبر حاكي عن تضامنه مع الأمنيين الذين تعرضوا للرشق بالحجارة وغيرها خلال تظاهرات الحسيمة، والذين لازال بعضهم يخضعون للعلاجات، مؤكدا أنه ينبذ العنف ولا يؤمن به. وبخصوص تمويل الحراك، أكد المعتقل جوابا على سؤال لممثل النيابة العامة، حكيم الوردي، أن المساهمات المالية تجمع من الساكنة خلال تنظيم أي مسيرة، مؤكدا أنهم يساهمون لاقتناء اللافتات والرسومات وكراء مكبرات الصوت. ونفى المتهم علمه بوجود مخطط إجرامي ضد السلامة الداخلية للدولة بقوله أمام القاضي: "ليس لي علم بأي مؤامرة ضد الدولة أو مصالحها، سواء أكانت علنية أو سرية، ولم يسبق لي التآمر على أي شخص كان ماديا أو معنويا". وشدد المتحدث نفسه على أن ناصر الزفزافي ليس بقائد الحراك في الريف، وإنما جزء منه، لافتا إلى أن الأيقونة "كسب ثقة الجماهير، والتفت حوله"، وزاد: "وأنا خرجت بجانبه في الحراك ولم أقم بتأطيره".