انطلقت حملة على مواقع التواصل الاجتماعي تنتقد زيارة صحافيين مغاربة إلى إسرائيل، إذ سرعان ما انتشر وسم "أنا صحافي ضد التطبيع" الذي يحمل عددا من الانتقادات للصحافيين المعنيين، مع المطالبة بالكشف عن هوياتهم ومؤسساتهم الإعلامية. وكتبت حنان رحاب، البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي وعضو النقابة الوطنية للصحافة المغربية، "تدوينة" تعلن فيها أن ثلاثة ممن زاروا الكيان الصهيوني لا يحملون بطاقة الصحافة حسب لوائح الصحافيين المهنيين الصادرة عن وزارة الاتصال برسم السنة الماضية، مؤكدة أن كدت رحاب أن من بين الخمسة أيضا "من لا تجمعه أي علاقة رسمية بأي مؤسسة صحافية"، معتبرة أن الأمر فيه "انتحال صفة واضح ينضاف إلى جريمة التطبيع"، حسب تعبيرها. وبالمقابل، يرى الباحث الأكاديمي عبد الرحيم الشهيبي، الذي سبق له أن زار إسرائيل ضمن وفد أمازيغي، في تصريحات لجريدة هسبريس، أن مثل هذه الزيارات مهمة سواء للمغاربة أو للإسرائيليين، من أجل تبديد سوء الفهم الذي أسهمت فيه وسائل الإعلام بشتى تلاوينها. وأوضح الشهيبي أن "مثل هذه الزيارات لها أهميتها في التبادل الثقافي والإعلامي بالانفتاح على التجربة الإسرائيلية التي لا نعرف عنها شيئا بسبب مشاكل الشرق الأوسط"، مبرزا أن "الهاجس السياسي حاضر بشكل كبير، لكن ما يجب أن نعلمه هو أنه يجب التفريق بين مشاكل الشرق الأوسط ومختلف المبادرات بين المغاربة والإسرائيليين". ولفت المتحدث إلى أن "المقاطعة السياسية طالت مدتها الزمنية ولم نستفد منها شيئا يذكر؛ بل لا يزال المشكل الذي تسبب في هذه المقاطعة قائما ومزمنا، بمعنى أن إستراتيجية المقاطعة لم تجد نفعا"، مؤكدا أن "إسرائيل ليست غولا نخاف منه كما أنها ليست طفلا لتردعها مقاطعتنا". وأبرز الشهيبي أن "إسرائيل مجتمع متطور في العديد من المجالات، ولا يجب أن نحرم أنفسنا من هذا التبادل الثقافي ونربط كل تحركاتنا بمشكل مزمن لم تجد له السياسات المتبعة من كلا الطرفين حلولا واقعية"، مضيفا أنه يحث على الانفتاح بين المغاربة والإسرائيليين لعل ذلك يساهم في ردم الهوة". وأبدى الباحث الأكاديمي أمنيته في أن يكون "هذا الانفتاح بديلا عن المقاطعة التي لا يزال العديد ينادي بها، لعل يكون ذلك بادرة طيبة في التفاهم بين الشعوب وربما يسهم في تقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وأن يكون المغاربة وسيط خير بين الطرفين". وأثار سفر صحافيين مغاربة إلى إسرائيل، بدعوة من وزارة الخارجية الإسرائيلية، الكثير من الجدل، إذ طالبت وزارة الإعلام الفلسطينية بضرورة وقف كل أشكال التعامل معهم. ودعت وزارة الإعلام الفلسطينية اتحاد الصحافيين العرب إلى اتخاذ "خطوات عقابية رادعة بحق الصحافيين العرب التسعة، ومن بينهم خمسة إعلاميين مغاربة، والمؤسسات التي يعملون فيها ووضعهم على القائمة السوداء، ووقف أي تعامل معهم، ردا على الزيارة التي قاموا بها إلى إسرائيل". واعتبرت وزارة الإعلام الفلسطينية، ضمن بلاغ لها، أن "الوقوف في صف إسرائيل وإرهابها يشكل خروجاً عن الصف العربي وعلى قرارات الإجماع العربي الصادرة بالخصوص عن مجلس وزراء الإعلام العرب، وعاراً لا يمكن التماس العذر له، أو تبريره، أو التطهر منه". وأفادت الوزارة الفلسطينية بأن تفاخر الخارجية الإسرائيلية بالوفد الإعلامي العربي الذي ضم تسعة صحافيين، 5 مغاربة ولبناني وعراقي، ويمني وسوري، "دليل على أن هذه الزيارة تساند موقف الاحتلال وتدعمه بكل وقاحة، وتتعارض مع التوجهات الرسمية والشعبية في الدول الشقيقة، الرافضة للتطبيع بكل أشكاله".