اهتمت الصحف العربية الصادرة، اليوم الاثنين، بعدة مواضيع أبرزها، قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بشأن القدس، وتهديدات الرئيس الأمريكي بوقف المساعدات عن الدول التي صوتت ضد القرار، ونتائج جولة أمير قطر الغرب-إفريقية الأخيرة، ووحدة الصف الفلسطيني، فضلا عن مستجدات الوضع في سورية. ففي مصر، كتبت (الجمهورية) بقلم أحد كتابها، أن الدبلوماسية العربية والإسلامية حققت "انتصارا كبيرا" أمام التعنت الأمريكي تجاه الفلسطينيين وقضيتهم التي تعتبر أساس الصراع والأزمات في منطقة الشرق الأوسط، رغم تهديدات دونالد ترامب أثناء اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة، بوقف المساعدات عن الدول التي تصوت ضد أمريكا حول وضع القدس. وأضافت أنه ينبغي على الولاياتالمتحدة، بعد هذا القرار التاريخي للأمم المتحدة، إعادة النظر في طريقة تعاملها مع القضية الفلسطينية والامتثال للرغبة العالمية في تحقيق سلام عادل وقيام الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية في نطاق اتفاقية تحقق آمال الفلسطينيين في بناء دولتهم والتمتع بكامل حقوقهم. من جانبها، كتبت صحيفة (الأهرام)، أن قرار الجمعية العامة، الذي أيدته 129 دولة مقابل 9 دول وقفت إلى جوار إسرائيل وأمريكا ، بقي شاهدا على عزلة الولاياتالمتحدة التي تتعامل بمنطق غريب مع الموقف داخل الاممالمتحدة، حيث تهدد بمنع العون الأمريكي عن الدول التي صوتت ضد قرار الرئيس ترامب، وتهدد بمنع دفع حصتها في موازنة الاممالمتحدة لمجرد أن أعضاع الجمعية العامة مارسوا حقهم في التصويت الحر على مشروع قرار صاغته مصر في"أخف" صورة الى حد أنه لم يشر الى الولاياتالمتحدة بصورة مباشرة كي يحظى بموافقة الجميع. وأضافت اليومية أن الولاياتالمتحدة ما تزال مع الأسف تصر على أن القرار يشكل خطوة مهمة على طريق السلام ، ولا يشكل انحيازا أمريكيا مباشرا لإسرائيل وليس مجرد تأكيد لقرار إسرائيل بضم القدس الشرقية إلى حدودها ، وأنه قرار محايد لا علاقة له بالوضع النهائي الذي يبقى محل تفاوض مباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين". صحيفة (الأخبار) نشرت، في السياق ذاته، عمودا لأحد كتابها، تحت عنوان "بعد انتصار العالم والفلسطينيين ، مطلوب التوافق ووحدة الصف"، قال فيه، إنه من المأمول أن تؤدي الإنجازات السياسية الأخيرة التي تحققت لصالح القضية الفلسطينية في مجلس الأمن والجمعية العامة، إلى جنوح الفصائل والتنظيمات الفلسطينية إلى نبذ الصراعات والعودة إلى التلاحم والتوحد، فليس خافيا أن خلافاتها كانت من أهم العوامل التي أدت إلى نكسة القضية الفلسطينية وترسيخ الاحتلال الإسرائيلي. وأضاف الكاتب أنه يتعين على زعماء هذه المنظمات أن يثبتوا ويؤكدوا للعالم أنهم حريصون على حقوق شعبهم ووطنهم، وهذا الأمر يحتم عليهم إنهاء خلافاتهم والتوقف عن صراعاتهم حتى تجد قضية الوطن الفلسطيني طريقها إلى الحل العادل الذي يحقق الأمال والطموحات. وفي الامارات واصلت الصحف اهتمامها بقرار جمعية الاممالمتحدة الرافض للقرار الامريكي الاعتراف بالقدس عاصمة لاسرائيل. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (الاتحاد) أن التصويت الأخير، بالجمعية العامة للامم المتحدة على القرار الأمريكي بشأن القدس، يعد "انتصارا كبيرا للشرعية الدولية ضد سياسة الأمر الواقع التي يفرضها العدو الصهيوني بغطاء أمريكي". وأضافت الصحيفة في مقال لأحد كتابها بعنوان "ترامب في مواجهة العالم" أن القرار أثبت الإجماع الدولي وخاصة من جانب الدول العظمى -باستثناء الولاياتالمتحدة الأميركية- على تأييد القرارات الأممية السابقة، والتي تقضي باعتبار القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين ،مبرزة "مدى الفجوة التي تسبب فيها قرار ترامب بين بلاده وبقية دول العالم اذ اصبحت الولاياتالمتحدة في جانب ومعظم الدول في جانب آخر". من جانبها، اعتبرت صحيفة (الخليج) أن "العنجهية الأمريكية بلغت ذروتها؛ حين هددت واشنطن الدول الأعضاء في الأممالمتحدة بقطع المساعدات عنها، إذا ما صوتت ضد قرار يعترف بالقدس عاصمة لدويلة الاحتلال"،مضيفة أن الرئيس الامريكي "أصيب بخيبة أمل حين صوتت 128 دولة من أصل 194 دولة ضد قراره، وصوت 14 عضوا في مجلس الأمن، الذي يبلغ عدد أعضائه 15 ضد قراره أيضا ، ووجد نفسه وحيدا يهدد ويتوعد". وخلصت الصحيفة الى ان الولاياتالمتحدة "فشلت على مر السنين في أن تكون راعية نزيهة للسلام، ونجحت في الانحياز التام والتبني المطلق ل(إسرائيل) كأنها ولاية من ولاياتها. وفي قطر، واصلت (الوطن) و(الراية) و(الشرق)، في افتتاحياتها، متابعة جولة أمير قطر الغرب-إفريقية بين ست دول كان استهلها بزيارة السنغال، واختتمها بزيارة غانا، وبينهما زار كلا من مالي وبوركينا فاسو وكوت ديفوار وغينيا كوناكري، لافتة الى أنها "جاءت لتفعيل رؤية قطر نحو تنويع الاقتصاد والاستثمارات وإقامة شراكات نوعية جديدة" و"فتح أسواق جديدة" وأنها بالنتيجة "أثمرت توقيع 21 اتفاقية ومذكرة تفاهم" في مجالات "الاستثمار والاقتصاد والتجارة والنقل البحري والجوي والشباب والرياضة والثقافة وغيرها". واعتبرت أن نتائج هذه الجولة "ستعطي دفعة قوية للعلاقات القطرية الإفريقية وتؤرخ لحقبة جديدة من إستراتيجية قطر نحو القارة السمراء"، في نفس الوقت الذي "أظهرت فيه أهمية تنسيق المواقف وتعزيز الرؤى ازاء قضايا المنطقة المختلفة"، موضحة أنه جرى خلال هذه الجولة "التأكيد على ضرورة حل الأزمة الخليجية الراهنة عبر الحوار ودعم الوساطة الكويتية"، و"تأكيد المواقف المشتركة تجاه مدينة القدس الشريف"، والدفع الى "الارتقاء بجهود مكافحة الارهاب كآفة خطيرة تستلزم تعزيز العمل المشترك". وعلى صعيد آخر، وتحت عنوان "موجبات ما بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة"، التي صوتت بالأغلبية ضد قرار الرئيس ترامب الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، كتبت صحيفة (العرب)، بقلم أحد كتابها، أنه يتوجب على الكتلتين العربية والإسلامية أن لا تكتفيا بهذه النتيجة، وان تعملا على "تشكيل لجنة وزارية مشتركة للتواصل مع الدول التي لم تصو ت لاجتذابها أو على الأقل للمحافظة على حيادها" من جهة، و"لإقناع سائر الدول بالاعتراف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية" من جهة أخرى. واعتبر كاتب المقال أن التصويت كان "اختبارا دوليا غير مسبوق" وأنه "مهما كابرت أمريكا وإسرائيل في التقليل من أهميته، فإنهما لا تستطيعان إنكار مغزاه، إذ لن تكون هناك شرعية دولية لأي وضع للقدس ما لم يكن بتوافق طرفي الصراع"، متوقعة أن تعمد واشنطن وتل أبيب، في خطوة تالية، الى "ممارسة ضغوط وإغراءات" على عدد من الدول التي امتنعت عن التصويت (35) أو تغي بت عن الجلسة (21)، لكي "تنقل سفاراتها إلى القدس"، خاصة وأن "المندوبة الأمريكية في الأممالمتحدة، وفي خطوة غير مسبوقة تقليديا، ستقيم عشاء تكريميا لممثلي هذه الدول". وبالأردن، كتبت صحيفة (الغد) أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فوجئ عقب تصويت الجمعية العامة للأمم المتحدة على قراره، بصحوة و بانتفاضة فلسطينية وعربية وإسلامية وعالمية حتى من أقرب حلفاء بلاده، الذين هزهم قراره لأنه شكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي. وأضافت أن تصويت جميع أعضاء مجلس الأمن، ما عدا أمريكا وثلثي أعضاء الجمعية العامة، ضد قراره، كشف عن عزلة الولاياتالمتحدة وإسرائيل الدولية في عهد ترامب ونتنياهو المتذاكيين على العالم. وفي السياق ذاته، أبرزت (الدستور) معطيات قد تدفع الفلسطينيين والجانب العربي، للمطالبة بإحياء الرباعية الدولية وتفعيلها، وربما توسيعها، بإضافة دول أخرى إلى عضويتها، والحرص على ألا يكون دور اللجنة شكليا كما ظل حتى الآن، وغطاء للتفرد الأمريكي بهذا الملف. واعتبرت الصحيفة أن مثل هذه المطالبة، ستجد آذانا صاغية في كل من موسكو وباريس ولندن (...)، ولذلك، تضيف (الدستور)، يتعين التفكير في خلق جبهة عريضة، هدفها البحث في سيناريوهات تخرج المسألة الفلسطينية من قبضة الاحتكار الأمريكي، سواء بإعادتها للأمم المتحدة، أو من خلال تأمين إطار دولي جديد للوساطة والرعاية. وفي الشأن السوري، وتحت عنوان "سوريا.. لا حلول في الأفق!"، كتبت صحيفة (الرأي)، أنه لا يوجد أي حل للمشكلة السورية في الأفق القريب وعلى الإطلاق، مشيرة إلى أنه عندما تثار أزمة أوكرانيا مجددا فهذا يعني أن الصراع بين الأمريكيين والروس آخذ في التفاقم والتصاعد وفي المنطقة كلها وأن "مهرجان" سوتشي سيكون مجرد محطة تصعيدية وأنه لن يؤدي ولو إلى بصيص أمل ضئيل. وأشارت إلى أن الأمريكيين، وبينما ينهمك الروس في الإعداد ل "مهرجان" سوتشي، بادروا إلى الإعلان وعلى نحو استفزازي عن تزويد أوكرانيا بأسلحة وصفتها بأنها "قدرات دفاعية متطورة"، وهذا يعني، تضيف الصحيفة، أن الصراع على الساحة السورية بين الروس والأمريكيين قد اتخذ منحى جديدا وأن سوتشي سيكون مجرد محطة تصعيدية وأن الحل الذي يحلم به "المقاولون" الذين ينتظرون حصة ولو ضئيلة من إعادة إعمار سورية لا يزال بعيدا.