مشهد حزين عاشه حي الفرح بمدينة الدارالبيضاء وهو يودع، اليوم الخميس، أحد أبنائه الذي لقي حتفه تحت أنقاض سور شركة لإنتاج العلف بمنطقة بيلفيدير. الأسى والحزن كانا باديين على محيا الجميع؛ أسرته الصغيرة وعائلته الكبيرة، ثم أصدقاؤه الذين شاركوه اللعب والدراسة، إلى جانب ساكنة الحي الذي يقطن به. ما إن حلت سيارة الإسعاف لنقل شادي من منزله إلى مثواه الأخير بمقبرة أولاد زيان ضواحي الدارالبيضاء، حتى أجهش الجميع بالبكاء والنواح، وترددت الزغاريد من طرف النساء الحاضرات لوداع ضحية الانهيار. رغم أن الأسرة التي كانت مكلومة رفضت الحديث عن هذه الفاجعة، إلا أن أصدقاء الضحية عبروا عن أسفهم لفقدان زميلهم في الحي والدراسة. وأكد هؤلاء أن وفاة التلميذ شادي بهذه الطريقة المأساوية، تحت الأنقاض، لم تكن تخطر على بال أحد، ليفقدوا بذلك صديقا كان حسن الخلق بشهادة الجميع. وكان التلميذ قد راح ضحية انهيار سور لإحدى شركات الأعلاف بحي بيلفيدير، أسفر أيضا عن وفاة رجل خمسيني وإصابة ثلاثة أشخاص آخرين، ناهيك عن تسجيل خسائر مادية كبيرة في سبع سيارات. وفي سياق آخر، وعلى إثر التحقيق الذي أعلنت السلطات عن فتحه في هذه الواقعة التي هزت مدينة الدارالبيضاء يوم الأربعاء، شرعت النيابة العامة في فتح تحقيق معمق، سيتم خلاله الاستماع إلى جميع الأطراف وإلى كل من له صلة بالحادث. ومن بين هؤلاء، سيخضع للاستماع والتحقيق، بحسب ما أكدته مصادر هسبريس، صاحب الشركة الخاصة بالأعلاف، على اعتبار أن كمية الأعلاف التي كانت مركونة بجانب الحائط ساهمت في هذا الانهيار. كما رجحت مصادرنا أن يتم الاستماع إلى رجال السلطة بالمنطقة، خاصة أن الساكنة كانت قد تقدمت بشكايات عديدة حول الأضرار التي تنجم عن الشركة من روائح كريهة وغيرها. وكانت واقعة انهيار السور قد استنفرت مختلف المصالح بالعاصمة الاقتصادية؛ إذ حل والي الجهة، عبد الكبير زاهود، إلى جانب مسؤولين آخرين، بعين المكان.