نجوين فيت هونج غير متأكد من كيفية مساعدته لابنه. فقد تردد أن الشرطة ألقت القبض على نجوين فيت دونج (31 عاما)، في مسقط رأسه شمال فيتنام في 27 شتنبر وقت الغداء. ومنذ ذلك الحين، لا أسرته ولا محام قادرون على رؤيته. واتهم دونج ب"الدعاية ضد الدولة وهو اتهام، تصل عقوبته إلى السجن 20 عاما. وقال هونج في مقابلة هاتفية من منزله في إقليم نجي آن "كان دونج يمضي قدما في طريقه، وبالتالي، عاجلا أم آجلا كان سيتم إلقاء القبض عليه.عندما تم إلقاء القبض عليه، لم أكن مندهشا ولا مصدوما، لكني كنت غاضبا جدا". وقصة دونج ليست فريدة.فقد تم إلقاء القبض على 12 معارضا سياسيا ووجهت لهم اتهامات أو تم إدانتهم في جرائم مناهضة للدولة منذ حزيران/يونيو في واحدة من أكثر الحملات القمعية كثافة في فيتنام على المعارضة منذ أعوام. وتم سحب الجنسية من معارض آخر، كان يحمل جنسية مزدوجة فرنسية وفيتنامية وترحيله إلى باريس. وتحظر فيتنام، التي تحكمها حكومة شيوعية وفقا لنظام الحزب الواحد المعارضة وتجرم احزاب المعارضة وتسجن نشطاء مؤيدين للديمقراطية. وذكرت فام دوان ترانج، التي كانت صحفية سابقة، لدى الصحافة التي تسيطر عليها الدولة في فيتنام وهي الان ناشطة حقوقية أن الوضع بالنسبة للحركة المعارضة يبدو كئيبا. وأضافت "لن تتوقف قوات الامن ولن يمتنع عناصرها عن ممارسة العنف أيضا. لذلك فإن هذه السنوات ستكون مظلمة جدا بالنسبة لفيتنام". ويضطلع النشطاء المناهضون للحكومة، الذين ينشرون بالدرجة الاولى، رسائلهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي بقضايا تتراوح ما بين حماية البيئة و السيادة الفيتنامية في بحر الصين الجنوبي المتنازع عليه. وقال فيل روبرتسون، نائب مدير منظمة "هيومان رايتس ووتش" لشؤون آسيا ومقرها نيويورك "يبدو أن الحكومة الفيتنامية تشعر بأنها مهددة بالمزيد من الحملات المنسقة والمنظمة... والتأثير المتزايد لاتصالات الانترنت التي تمكن الناس من تنظيم أنفسهم بطرق جديدة". وشكل دونج حزبه الجمهوري غير المعترف به وجماعة يطلق عليها اسم "الرابطة الموالية للجيش في جمهورية فيتنام، وكلاهما يشيران إلى نظام "سايجون" القديم، الحليف للولايات المتحدة، الذي هزمه الشيوعيون في حرب فيتنام. ونشر صورا لنفسه وهو يرتدي ملابس عسكرية، جنبا إلى جنب مع علم فيتنام الجنوبية القديم وهو رمز يعتبر محرما في فيتنام الحديثة. ووصف والد دونج ابنه بأنه رجل، فعال في مجتمعه، من خلال مساعدة المحتاجين. وقال والده "كان يساعد الناس لبناء مدارس وطرق وكان يساعد الاسر، التي لديها صعوبات، لكن الحكومة تعتقد أنه كان يحرض الناس". وأضاف والده أن القرويين يواصلون غلق أفواههم منذ اعتقال ابنه "لتفادي المشكلات". ويقول كوانج إيه وهو خبير اقتصادي متقاعد ورجل أعمال، وهو الان واحد من أبرز النشطاء المؤيدين للديمقراطية في فيتنام أنه "اعتمادا على ما تدعمه، يمكن أن تكون مستهدفا بسبب المعارضة. وقال كوانج إيه "إذا رفعت صوتك لدعم النظام القديم، عندئذ ربما يرون أنك أكثر خطورة من الاخرين". وتم اعتقال سجناء سياسيين آخرين، مثل نجوين نجوك نهو كوينه، المعروفة أيضا باسمها المستعار"الام مشروم" بسبب انتقادها للحزب الشيوعي في المدونات الفيتنامية. وطبقا لكارل ثاير، الاستاذ الفخري بجامعة "نيو ساوث ويلز" وأحد خبراء فيتنام ، يمكن للحكومة أن تبدأ حملات قمعية، قبل قمة منتدى التعاون الاقتصادي لدول آسيا والمحيط الهادي (أبيك) التي تعقد في نونبر المقبل في مدينة دا نانج الساحلية. ومن المقرر أن يضم الاجتماع زعماء من مختلف أنحاء منطقة المحيط الهادي، بالاضافة إلى الرئيس الامريكي، دونالد ترامب. ومع تركيز الانظار على فيتنام، تريد الحكومة التأكد من أن النشطاء لا يستغلون الفرصة للفت الانتباه لقضاياهم. وقال ثاير "يشير توقيت الاعتقالات والمحاكمات إلى أن (الحكومة) تتخذ إجراء وقائيا، قبل وقت كبير من انعقاد قمة أبيك، لتخويف نشطاء آخرين من تنظيم احتجاجات شعبية على الانترنت أو مظاهرات في الشوارع". وأشار أيضا إلى أن نشطاء حاولوا استغلال مؤتمر أبيك عام 2006 في هانوي للفت انظار زعماء العالم والاعلام. ويقول كوانج إيه إنه رغم أن الحملة القمعية التي تشنها الحكومة الحالية مثيرة، إلا أنها لا تردع النشطاء الملتزمين بمبادئهم من مواصلة عملهم. وأضاف "إذا أصبحت عضوا من أجل الكفاح أو من أجل الديمقراطية أو من أجل حقوق الانسان، ستضطر لمواجهة جميع العواقب، وأعتقد أنه بالنسبة لهؤلاء النشطاء، المحتجزين، فهم لا يخافون من أي شيء". وأضاف "بالتأكيد، مع مثل هذه الاجراءات الصعبة، يمكنهم أن يثيروا بعض الخوف لدى الناس، لكنكم ترون أن تلك المشاعر مؤقتة". وتعتقد الصحفية السابقة فام دوان ترانج أنه "سيكون هناك ضوء في نهاية النفق،" لفيتنام، على الرغم من التحديات الحقوقية الحالية التي تؤثر على البلاد في المستقبل المنظور. وأضافت "إنها فقط مسألة وقت، ويجب أن نحاول أن نعيش لكي نروي القصة".