بات العديد من الأشخاص يعتمدون نظاما غذائيا نباتيا لاعتبارات أخلاقية أو روحية أو صحية. ويشكل اليوم العالمي للنباتيين، الذي يتم الاحتفال به يوم فاتح أكتوبر من كل سنة، مناسبة لتسليط الضوء على هذه الممارسة الغذائية التي يقبل عليها بعض المغاربة أيضا. ففي الوقت الذي يشهد العالم نموا ديمغرافيا غير مسبوق، بات نشاط تربية الماشية أكثر كثافة من أجل تلبية الطلب المتنامي على اللحوم. وأمام هذا الاستغلال الحيواني الصناعي المفرط، تتعالى أصوات تنادي باعتماد نظام صحي وصديق للبيئة. وحسب منظمة الأممالمتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) فإن تربية الماشية تتسبب في 14.5 في المائة من انبعاثات الغازات الدفيئة في العالم، بصفة خاصة غاز الميثان وأكسيد النيتروز اللذين يتسببان في تغير المناخ ويعرضان حياتنا على كوكب الأرض للخطر. وفضلا عن الأضرار التي تلحق بالبيئة، فإن الاستهلاك المفرط للحوم يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين والسكري والضغط الدموي وارتفاع نسبة الكولسترول في الدم. وفي هذا الصدد، تؤكد أسماء أزريول، خبيرة في مجال التغذية والحمية، أن الأشخاص الذين يتبعون نظاما غذائيا نباتيا أقل عرضة لخطر زيادة الوزن والسمنة؛ غير أن أخصائية التغذية نبهت، في تصريح صحافي، إلى أن "ما يبعث على القلق بشأن هذا النظام هو خطر نقص فيتامين باء 12 والزنك والحديد"، موصية الأشخاص النباتيين بالحرص على تناول كميات كافية من البروتينات ذات المصدر النباتي واختيار تشكيلات غذائية جيدة وصحية. وأوضحت أنه ينبغي التمييز بين أنواع مختلفة من الأنظمة الغذائية النباتية، حيث يشمل بعضها استهلاك اللحم بين الفينة والأخرى وأيضا السمك، فيما لا تتضمن أنواع أخرى أي منتوج حيواني، خاصة العسل ومشتقات الحليب. ومن جهتها، قالت نرجس السعدي، مدربة في مجال التنمية الذاتية وأستاذة في رياضة اليوغا، إنها أصبحت بصحة جيدة وفي تناغم مع الطبيعة منذ أن شرعت في اتباع نظام غذائي نباتي، مبرزة أنه في البداية من الصعب التكيف مع هذا النمط الغذائي؛ "لكننا لا نلبث أن نتعود عليه ونتجاوز الحاجز النفسي". وتسجل نرجس، التي اتبعت تكوينا في رياضة اليوغا لنحو شهر من دون أي غذاء ذي مصدر حيواني، أن التجربة استهوتها كثيرا، حيث "لم أعد أتناول اللحوم الحمراء ولحم الدواجن منذ عام 2013، وأنا بصدد التركيز على الخضر". وسجلت أستاذة رياضة اليوغا أن من السهل الحصول على منتجات غذائية نباتية متنوعة، ليس فقط في المحلات المتخصصة في المنتجات الطبيعية فحسب، بل وفي المحلات الكبرى أيضا. وختمت بالقول إن "المطاعم أصبحت بدورها تتيح وجبات نباتية، تكون أرخص على العموم". وهكذا، فبين تشجيع أستاذة رياضة اليوغا وبين تحذيرات خبيرة التغذية، تبقى لكل شخص الحرية لاختيار اتباع نظام غذائي نباتي أم لا، وفي كلتا الحالتين يجب ضمان المتابعة لدى اختصاصي لسد جميع الحاجيات الغذائية وضمان التوازن الغذائي. * و.م.ع