وجدت معظم الأسر المغربية المنتمية إلى الفئات الفقيرة نفسها مضطرة هذا العام لإنفاق ما يناهز 78 في المائة من مدخولها الشهري ومدخراتها من أجل مواجهة نفقات عيد الأضحى ومصاريف الدخول المدرسي، وهما المناسبتان السنويتان اللتان تزامنتا في الأسبوع الأول نفسه من شهر شتنبر الجاري. واضطرت مجموعة من هذه الأسر إلى الاستعانة بمداخيل إضافية استثنائية لمساعدتها على تأمين المصاريف الإضافية المرتبطة بالدخول المدرسي، وهو ما يفسر الإقبال اللافت على مقرات التمويلات الصغرى منذ بداية الأسبوع الماضي من لدن العديد من الأسر في مدينة الدارالبيضاء للحصول على مبالغ مالية. وحسب عاملين في مراكز لتوزيع السلفات الصغرى بمنطقة بوركون وسط مدينة الدارالبيضاء، فإن الإقبال الكثيف على السلفات التي توفرها مؤسساتهم يجد تفسيره في الظرفية الاستثنائية لهذه السنة التي تزامن فيها عيد الأضحى والدخول المدرسي، وهما مناسبتان تتطلبان مصاريف كبيرة، لا يمكن للطبقات الفقيرة أن توفرها من مداخيلها الشهرية المحدودة. وتؤكد البيانات الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط أن نفقات عيد الأضحى تشكل ما يقرب من 29 في المائة في المتوسط من الإنفاق الشهري العام للأسرة المغربية، وهي النفقات التي تفوق 57 في المائة من إجمالي النفقات الإجمالية لما يقارب 10 في المائة من الأسر المحتاجة. وتمثل مصاريف الدخول المدرسي لأبناء الأسر المغربية ذات الدخل المحدود نحو 49 في المائة تقريبا من إجمالي مداخيلها الشهرية، وفق البيانات نفسها الصادرة عن المندوبية السامية للتخطيط. يشار إلى أن الإنفاق على الغذاء يمثل 50 في المائة لدى 10 في المائة من الأسر الفقيرة، وتنفق 10 في المائة من الأسر الغنية في المغرب على التعليم ما يفوق 24 مرة ما تصرفه 10 في المائة من الأسر الفقيرة، و105 مرات على الترفيه، و24 مرة على الاتصالات، و44 مرة على النقل.