مضت شهران على قصة "مي عيشة" التي كانت قد تسلقت لاقطا هوائيا وسط الرباط احتجاجا على الظلم الذي تقول إنه طالها، لتعود إليه من جديد بعد أن دقت جميع الأبواب دون أن تجد من ينصفها؛ "حتى القضاء الذي ما لقيت منه سوى عبارة: سيري دابا تاخذي حقك في الآخرة"، وفق تعبير المعنية. "أمي عيشة" عادت، اليوم الجمعة، إلى مكان اللاقط الهوائي الذي بات يعرف "بعمود المظالم"، لتهدد من جديد ب"تسلقه وشنق نفسها به وصب البنزين على جسدها وإحراقه" احتجاجا على ما يطالها من "حكرة تعدت جميع الحدود"، حسب وصفها. العجوز، التي سبق أن قدمت من ضواحي مدينة القنيطرة إلى وسط الرباط للاحتجاج بالقرب من العمود الشهير على "سرقة أملاكها والاستحواذ على أراضيها عن طريق النصب والاحتيال"، قالت في تصريح لهسبريس: "لم تبرح قضيتي مكانها، إذ ما زال المسؤولون ذاتهم يراوغون ويعطوني وعودا كاذبة"، متسائلة: "هل يعقل أن يرد قاضي التحقيق على الظلم الذي تعرضت له من لدن العصابة التي استحوذت على أملاكي بعبارة: سيري دابا تاخدي حقك في الآخرة؟"، وفق روايتها. وأضافت "مي عيشة"، التي تعيش رفقة أخيها بعدما توفي زوجها منذ زمن طويل، قولها: "لن أتنازل عن حقي المشروع، ولن أتراجع عن المطالبة باسترجاع أملاكي المسروقة حتى آخر رمق"، وزادت "سأنتظر لمدة 6 أشهر إن لم أسترجع أملاكي سأحرق نفسي، وسيظل الذنب مرافقا لهم طيلة حياتهم". وكانت قصة "مي عيشة" قد لقيت تعاطفا كبيرا في أبريل الماضي من أطياف سياسية وحقوقية، قبل أن تأمر المحكمة بفتح تحقيق في قضيتها التي أثارت جدلا كبيرا على مواقع التواصل الاجتماعي بسبب "الحكرة" والسرقة التي تعرضت لها من لدن نصاب استحوذ على أرضها وأرض شقيقها بالتواطؤ مع شخصيات نافذة في القضاء، حسب قولها.