اكتسح حزب الرئيس الفرنسي المنتخب حديثا إمانويل ماكرون، اليوم الأحد، نتائج الجولة الأولى من الانتخابات البرلمانية الفرنسية، ومن المتوقع أن يفوز بأغلبية مريحة تتراوح ما بين 390 و430 مقعدا في الجمعية الوطنية التي تتشكل من 577 مقعدا. ووضعت النتائج الأولية حزب "الجمهورية إلى الأمام"، وهو من أحزاب الوسط الذي تم تأسيسه قبل عام، في الصدارة بحصوله على ما يناهز 32.2 % من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات العامة اليوم الأحد، وحصل أقرب منافسيه، حزب "الجمهوريون" المنتمي إلى يمين الوسط، على نسبة تتراوح بين 21.5% فقط من أصوات الناخبين. وجاء حزب "الجبهة الوطنية" بقيادة مارين لوبان ثالثا ب14%، وحزب "فرنسا الأبيّة" لجون لوك ميلونشون رابعا ب11%، و"الحزب الاشتراكي" الذي ينتمي إليه الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا هولاند خامسا ب10.2%، ومن المتوقع أن يفقد أزيد من 250 مقعدا في الدور الثاني. ولا شك أن فوز معسكر ماكرون في الدور الثاني المقرر يوم الأحد 18 يونيو الجاري، سيشكل تأكيدا لرغبة الفرنسيين في تجديد الطبقة السياسية، بعدما انتخبوا رئيسا لا يتعدى عمره 39 عاما، ولم يكن معروفا لدى الشعب الفرنسي قبل بضع سنوات، بينما اعتبرت صحيفة "ليبراسيون"، أمس السبت، أن "الناخبين يبدون مستعدين لمنح مفاتيح الجمعية لايمانويل ماكرون". وتمثل هذه الانتخابات التشريعية، بحسب الخبراء، رهانا حاسما بالنسبة لايمانويل ماكرون الذي يتطلع إلى أغلبية متينة لإرساء سياسته القائمة على إصلاحات اجتماعية ليبرالية، وتخليق الحياة السياسية، وتليين قوانين العمل، وخفض العجز العام انسجاما مع القواعد الأوروبية. من جهتها، أعلنت وزارة الداخلية الفرنسية أن نسبة المشاركة في الدورة الأولى من الانتخابات التشريعية الفرنسية بلغت 40,75 في المئة، حتى الساعة الخامسة بالتوقيت الفرنسي، مسجلة تراجعا واضحا ناهز ثماني نقاط مقارنة بنتيجة انتخابات 2012 المسجلة في التوقيت نفسه. وفي حال تأكد هذا المنحى، فإن نسبة المشاركة النهائية ستكون أقل من 50%، وهي الأدنى في تاريخ الجولات الأولى للانتخابات التشريعية منذ 1958.