أعلن شكيب بنموسى(الصورة) ، وزير الداخلية، امس الجمعة، عن مخطط جديد يرمي إلى تعزيز مرفق الأمن العمومي بما يضمن استتباب الأمن وحماية الأشخاص والممتلكات ومواجهة الإرهاب والجريمة المنظمة. "" وأوضح بنموسى، في عرض أمام لجنة الداخلية واللامركزية والبنيات الأسسية في مجلس النواب حول مشروع الميزانية الفرعية للوزارة أن المخطط الأمني 2008 -2012، يهدف إلى توسيع التغطية الأمنية باعتماد مجموعة من المعايير وتأهيل الوحدات الإدارية الحالية وخلق أخرى جديدة مع تكثيف التنسيق بين تدخلات كافة الأجهزة الأمنية. كما يرتكز هذا المخطط، المسؤول الحكومي، على تقوية الإدارة الترابية بجعل القيادة وحدة أولية ومنطلقا للتأطير لخصائص القرب التي تميزها، والدائرة إطارا للتنسيق والعمالة مجالا لتوزيع الموارد والجهة فضاء لاتخاد القرارات والتنظيم بما يمكن من رفع تحديات الأمن والتنمية. ويرمي هذا المخطط أيضا إلى تحديث هياكل الإدارة الأمنية وتعزيز مواردها المادية، ولا سيما البشرية بإحداث حوالى خمسة آلاف وأربع مئة منصب مالي سنويا اعتبارا من السنة المقبلة. وأشار وزير الداخلية إلى أنه ستجري مراجعة النظام الأساسي لرجال السلطة لجعله إطارا أكثر ملاءمة لممارسة مهامهم بمزيد من المهنية في العمل، وللرفع من جودة الخدمات المقدمة للمواطن بما يتماشى والمفهوم الجديد للسلطة. وقال بنموسى إن تدخلات الأجهزة الأمنية، خلال السنة الجارية، شملت التصدي لكافة مظاهر الجريمة والانحراف وتطويق شبكات الإرهاب والمخدرات والهجرة السرية. فبخصوص مكافحة مظاهر الجريمة، ذكر المسؤول الحكومي أن المراكز الحضرية تظل الأكثر تعرضا لهذه الظاهرة خاصة الأحياء الهامشية وأحياء الصفيح، حيث جرى تسجيل، خلال التسعة أشهر الأولى من السنة الجارية، حوالى 240 ألف جريمة، مضيفا أن مصالح الأمن تمكنت من معالجة 87 في المئة من هذه القضايا، أحيل على أثرها 246 ألف شخص إلى أنظار العدالة في حين بلغ عدد القضايا الإجرامية المسجلة في العالم القروي إلى، نهاية شهر يونيو من السنة الجارية، 48 ألفا و913، وجرى حل 44 ألفا و533 حالة أي بنسبة نجاح تفوق 90 في المئة. وأبرز وزير الداخلية أن إحداث 224 وحدة أمنية لشرطة القرب و18 بنية جهوية ومحلية جديدة للأمن بالمجال الحضري تتماشى مع التقسيم الإداري للمملكة، وذلك في إطار استراتيجية أمنية مندمجة تهدف إلى تدعيم الوجود الأمني وتوفير التغطية الأمنية، والرفع من مردودها بمختلف المناطق التي تعرف تصاعدا لأرقام الجريمة. وأكد بنموسى أنه جرى العمل على إعادة انتشار عناصر الأمن، في إطار تدبير وترشيد معقلن للموارد البشرية سواء على المستوى المركزي أو على مستوى المصالح الخارجية، مشيرا إلى المجهودات التي بذلت لتقوية وتوسيع التغطية الأمنية لمصالح الأمن الوطني والدرك الملكي في الدارالبيضاء، حيث جرى نشر خمسة فيالق للواء الخفيف للتدخل السريع "بلير" تتكون من3000 عنصر. وفي ميدان مواجهة الأعمال الإرهابية، قال بنموسى إن تضافر جهود جميع الأطراف والتنسيق المكثف والمحكم بين مختلف الأجهزة الأمنية المختصة والسلطات المحلية،أدّى إلى إفشال مخططات إجرامية، خلال شهري مارس وأبريل من السنة الجارية، وتفكيك العديد من الخلايا وخلق اضطراب في صفوفها وشل قدراتها الإجرامية. وأكد العزم على مواصلة مجابهة الأخطار الإرهابية بكل حزم مع الحفاظ على روح اليقظة والحذر لدى الإدارة ولدى كل مكونات المجتمع. وفي موضوع الهجرة السرية ومراقبة الحدود، أوضح أن الجهود المبذولة، بتنسيق تام بين أجهزة الأمن والقوات المساعدة والإدارة الترابية، مكنت من إحباط أكثر من 12 ألفا و440 محاولة للهجرة السرية، منها 6715 محاولة تتعلق بمواطنين متحدرين من دول إفريقية، كما جرى تفكيك 304 شبكات للاتجار في البشر. وسجل الوزير انخفاضا بنسبة 32 في المئة من عدد المهاجرين غير الشرعيين الذين يصلون إلى السواحل الإسبانية انطلاقا من المغرب، ويصل هذا الانخفاض إلى 91 في المئة مقارنة مع 2005. وفي مجال محاربة المخدرات، أبرز بنموسى أن المجهودات المبذولة من طرف كافة المتدخلين من إتلاف المساحات المزروعة بالقنب الهندي في إقليم تاونات، الحسيمة، تطوان، شفشاون والعرائش، حيث تقلصت المساحات المزروعة بحوالى 46 في المئة، خلال السنوات القليلة الأخيرة، كما جرى بفضل المراقبة الأمنية الصارمة للشواطئ، ونقط العبور تفكيك العديد من الشبكات الإجرامية المتخصصة في هذا الميدان وحجز كميات مهمة من المخدرات. وشدد على أن الوزارة عازمة كل العزم على تعزيز العمل الميداني لمحاربة هذه الآفة ومواصلة الجهود للقضاء عليها نهائيا، وتعميم تجربة "العرائش من دون قنب هندي" على باقي الأقاليم التي تعرف هذا النوع من الزراعة. وشهد المغرب اعتداءات انتحارية في أيار (مايو) 2003 في الدارالبيضاء، أسفرت عن سقوط 45 قتيلاً، منهم 12 انتحارياً ينتمون إلى التيار الإسلامي المتطرف. ووقعت سلسلة أخرى من الانفجارات في الدارالبيضاء في آذار (مارس) ونيسان (أبريل) 2007 ومحاولة اعتداء انتحاري استهدفت سياحاً أجانب في مكناس (200 كلم شرق الرباط) في الثالث عشر من آب (أغسطس) الماضي.