في شكل احتجاجي حاشد، واصل ساكنة مدينة الحسيمة خروجهم إلى الشوارع، لليلة الخامسة على التوالي، مباشرة بعد صلاة التراويح، تنديدا بما وصفوه استمرار العسكرة والإنزال الأمني الكثيف بالمنطقة وللمطالبة بالإفراج عن كافة المعتقلين من نشطاء الحراك الشعبي الذي دخل شهره الثامن. بالموازاة مع ذلك، أعلن نشطاء الحراك عن دخول "جوهرة الريف" في إضراب عام ابتداء من اليوم الخميس وعلى مدى ثلاثة أيام ضمن ما أسموه "مقدمة لعصيان مدني"، حيث بث نبيل أحجميق، الناشط البارز في الحراك وأحد المبحوث عنهم من لدن السلطات، شريطا مصورا يدعو فيه ساكنة الحسيمة إلى التوجه في الساعات الآتية من أجل اقتناء كافة المواد الغذائية من المتاجر استعدادا للإضراب. وقال أحجميق إن الخطوة تأتي في سياق "استمرار الحراك الشعبي والمطالبة بحرية المعتقلين السياسيين ومناصرة ناصر الزفزافي"، مطالبا من المحتجين الحفاظ على السلمية في كافة احتجاجاتهم؛ وهو الناشط الذي ظهر في الفيديو بشكل سريع ومن مكان مجهول، حيث يظل من أبرز المبحوث عنهم من لدن الجهات الأمنية، التي ألقت القبض على عدد من نشطاء الحراك، في مقدمتهم ناصر الزفزافي. بجانب ذلك، دعا عدد من الحسيميين، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إلى مقاطعة صلاة الجمعة في مساجد الحسيمة باعتبارها من الأشكال الاحتجاجية، في رد على خطبة الجمعة الأخيرة التي أثارت احتجاج نشطاء الحراك؛ بمن فيهم ناصر الزفزافي، الذي تدخل وقاطع خطيب مسجد محمد الخامس بحي ديور الملك، ما دفع بالقوات العمومية إلى محاصرة منزله ومحاولة اعتقاله، قبل أن يصدر في حقه أمر قضائي باعتقاله بتهمة "ارتكاب جريمة عرقلة وتعطيل حرية العبادات". وكتب المرتضى إعمراشا، أحد نشطاء الحسيمة، قائلا: "مقاطعة خطب الجمعة المخزنية واجب نضالي، هذه الدولة المستبدة تستغل الدين لتنفيذ مصالحها..، الدين هو دين الكرامة والحرية والعدالة، أما دين هذا النظام فمفصل على أهوائهم الاستبدادية"، مطالبا في الوقت ذاته بما وصفه ب"الحرية للمعتقلين السياسيين".