وجّه الملك محمد السادس، بصفته القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، اليوم الأحد، "الأمر اليومي" إلى العسكر، وذلك بمناسبة الذكرى الحادية والستين لتأسيس الجيش. وبهذه المناسبة، قال الملك محمد السادس في رسالته لأفراد القوات المسلحة: "يسعدنا، بصفتنا قائدكم الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، أن نجدد لكم سامي عطفنا وموصول رضانا بحلول هذا الحدث الوطني الذي جعلناه موعدا سنويا للاحتفاء بكم، وللتذكير بالمنجزات القيمة التي طبعت مسار سنة كاملة، تميزت بالكد والمثابرة والتفاني في تأدية الواجب". وأثنى الملك على حراس الأمة عبر التأكيد على المكانة المرموقة التي تبوّأوها والسمعة الطيبة التي يتميزون بها، تجسيدا لرؤيته، كجيش محترف يستجيب لمتطلبات العصر، وأضاف: "يطيب لنا أن نبلغكم، أفراد قواتنا المسلحة بمختلف رتبكم ومكوناتكم البرية والجوية والبحرية والدرك الملكي، تهانينا الخالصة المقرونة بارتياحنا الأبوي واعتزازنا بما أبنتم عنه من الفعالية والانضباط والثبات في القيام بالواجب الوطني والمهام المنوطة بكم في شتى المجالات". وأكد ملك المغرب "الدور النبيل والمشرف ذا البعد الإنساني والتضامني الذي تضطلع به قواتنا المسلحة الملكية في مجال تدبير المخاطر والكوارث الطبيعية، ليستمد روحه ومغزاه من رؤية ملكية تنشد ترسيخ تقاليد متينة داخل مؤسستنا العسكرية العتيدة في تفاعلها مع محيطها الوطني". وقد تجلت هذه العمليات الإنسانية، بحسب نص الرسالة، بنشر ثلاثة مستشفيات ميدانية عسكرية، في كل من أنفكو واويزغت ومغراوة، مجهزة بأحدث المعدات الطبية والجراحية، ومؤطرة بأطقم طبية عالية الكفاءة، مدعومة بفرق الإغاثة ووسائل النقل البرية والجوية، التي جرى تسخيرها من أجل التدخل السريع وإيصال المساعدات الضرورية إلى الساكنة. من جهة ثانية، زادت الرسالة الملكية أنه "في غمرة العودة المباركة للمغرب إلى موقعه الطبيعي والشرعي داخل مؤسسة الاتحاد الإفريقي، تجدر الإشارة بل التذكير بأن التعاون العسكري مع محيطنا الإفريقي لم يعرف الفتور أبدا بل زاد عمقا وزخما منذ عقود". وورد بالأمر اليومي نفسه: "ما يعزز انتماء المغرب إلى بعده الإفريقي المتجذر هو تضاعف عدد العسكريين من الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة الذين يلجون كل سنة معاهدنا ومراكزنا العسكرية المتخصصة في التكوين الأولي والمستمر، أو في مختلف مجالات التعاون في هذا المضمار، وكذا مشاركة ممثلين للجيوش الأجنبية في التدريبات والمناورات المشتركة المنظمة ببلدنا، مما يكون له الصدى الطيب لدى أشقائنا الأفارقة، ويجسد ثقتهم في نظام تكويننا العسكري". وأبى الملك محمد السادس إلا أن يثمن أعمال عناصر القوات المسلحة، وأورد في هذا الصدد: "نبارك جهودكم، حريصين كل الحرص على تحسين ظروفكم المادية والمعنوية مع تمكين أسركم والمتقاعدين منكم وقدماء المحاربين والعسكريين من رعاية صحية تضامنية لائقة تكون في مستوى ما نصبو إليه من الخير والكرامة لكل هذه الفئات". وختم الملك رسالته بالترحم على أرواح شهداء الواجب بالقول: "كما نتضرع إلى العلي القدير أن يتغمد برحمته وغفرانه كل شهداء الواجب الوطني، سائلين الله تعالى أن يثبت أقامكم ويشد أزركم ويقوي عزيمتكم لردع كل من يهدد أمن وسلامة وطننا الحبيب، مجندين دوما وراء قائدكم الأعلى ومحافظين على عهدكم للدفاع على ثوابت أمتنا ومقدساتها، متفانين في خدمة شعاركم الخالد: الله - الوطن – الملك".