قال عبد الله الطايع، الكاتب المغربي المقيم بفرنسا، إن اللغة العربية أصبحت بالنسبة إلى البعض "لغة ميتة"، قبل أن يستدرك "لكنها جميلة أيضا"، وذلك في حوار مشترك مع مجموعة شباب من طنجة في ندوة نظمت مساء الجمعة، على هامش معرض طنجة الدولي للكتب والفنون، الذي ينظمه المعهد الثقافي الفرنسي بفضاء قصر مولاي حفيظ. واستهلّ الطايع الندوة الحوارية، التي أدارها، بإثارة سؤال حول تمكن الشباب المحيطين به من اللغة الفرنسية؛ وهو ما رد عليه الشباب الحاضرون باستعراض مجموعة من الأسباب، والتي كان المشترك بينها هو دراستهم التمهيدية والابتدائية التي كانت باللغة الفرنسية، إضافة إلى رغبة الآباء في منح أبنائهم مكانة اجتماعية لا تتأتى إلا بإتقان لغة موليير. هاجس المكانة الاجتماعية والإمكانات المادية بدا طاغيا على مداخلات الطايع في محاورته للشباب، حيث سأل معظمهم عن نشأتهم ومهن آبائهم، قبل أن يسأل إحدى الشابات بشكل مباشر: "هل كنتم تسكنون منزلا أم فيلا؟". وعزت إحدى المتدخلات إتقانها الفرنسية إلى كون فرنسا استعمرت المغرب لعقود، قبل أن تشير إلى القاعة مضيفة "وها هم ما زالوا بيننا إلى حد الآن"؛ وهو تعليق قوبل بعاصفة من الضحك والتصفيق. شابّ آخر اعتبر أن اللغة بالنسبة إليه لا تمثل مكانة اجتماعية، وهي وسيلة تواصل، موضحا "ليس لديّ أي حاجز بهذا الخصوص، فالمهم عندي هو التواصل، لهذا أحادث الفرنسي بالفرنسية والمغربي بالعربية وهكذا". من جهته، حكى الطايع، البالغ من العمر 43 سنة، عن بداياته مع اللغة الفرنسية، خصوصا مع أول كلمة سمعها في حياته والتي كانت كلمة "Sauvage"، والتي جاءته من أحد أفراد عائلته عندما كان طفلا، حين قام بتلويث أحد الجدران الذي كان حديث الطلاء. وحكى الكاتب المغربي، الشهير بمثليته، بعض التفاصيل من طفولته الفقيرة، ومدى الفوارق الطبقية التي عاناها والنظرة الدونية التي كانت تطاله من لدن مقربين إليه "من ساكني الفيلات"، في وقت كان هو يسكن في منزل بسيط يضم 11 فردا. يذكر أن الدورة الحادية والعشرين من معرض طنجة الدولي للكتاب، المنظم بشراكة مع جمعية طنجة الجهة للعمل الثقافي، ستستمر إلى غاية 7 ماي، وتناقش هذا العام تيمة "أية حرية للشباب؟".