يعاني سكان دواوير أيت مينوش وتليوة وأيت ايحيا وعلي بأيت زياد بجماعة تديلي مسفيوة بإقليم الحوز، منذ سنوات، من شح الموارد المائية؛ وهو ما دفع معظم القاطنين بالدواوير الثلاثة إلى الهجرة واختيار الاستقرار بمدينة أيت أورير أو مراكش. لحسن الذهبي، الفاعل الجمعوي وابن المنطقة المذكورة، يقول، في تصريح لهسبريس، إن هذه المعاناة التي يعيشها سكان الدواوير سالفة الذكر في غياب الموارد المائية عمّرت كثيرا؛ ف"سكان دوار تليوة مثلا يقضون الليل والنهار ويقطعون مسافات طويلة من أجل الوصول إلى بئر بعيدة، بغية الحصول على الماء الذي يكفي لإشغال البيت وشرب البهائم". وأضاف المتحدث ذاته أن الماء كان دائما، وفق ما سجلته ذاكرته من حكايات الآباء والأجداد، وراء صراعات تظهر بين فينة وأخرى بين سكان دواوير المنطقة، مشيرا إلى أن بعض تلك الدواوير حاباه الله بآبار تتوفر بها كميات مهمة من الماء، فيما مداشر مجاورة محرومة من هذه المادة الحيوية. وأورد الذهبي مفارقة غريبة تميز المنطقة تتمثل في كون السهل الذي ينطلق من دوار أيت شاوعلا إلى المساحات الشاسعة المجاورة لواد الزات تعج بالآبار، فيما تعيش الجهة الخلفية لجبال "وايركوا" والتي يقع بها دواوير تيلوة وأيت يحيا وعلي حرمانا وشحا كبيرا في هذه المادة الحيوية. وفي تعليق على معاناة هذه الدواوير سالفة الذكر مع الماء، أوضح محمد التجاني، رئيس المجلس الجماعي لتديلي مسفيوة التابع للمجال الترابي لإقليم الحوز، أن المنطقة المتضررة كانت تزود بالماء الصالح للشرب من دوار "امين تغريست"؛ لكن مياه هذا المنبع تميل إلى الملوحة خلال فترات الجفاف. وأورد المسؤول ذاته، ضمن تصريح لهسبريس، أن الجماعة علمت، في سبيل التخفيف من معاناة السكان، على استعمال صهريج بسعة 40 طنا في 24 ساعة، لنقل الماء من بئر خاصة بدوار "تدوارت". وزدا رئيس المجلس الجماعي لتديلي مسفيوة مبشرا سكان دوار تليوة وأيت يحيا وعلي، بحفر بئر ثانية في أرض تبرع بها محسن من المدشر الأخير، يحتوي على كمية مهمة من الماء الصالح للشرب. البئر التي اكتشفتها الجماعة، بعد بحث مضن ودراسات عديدة، ستمكن دوار تليوة وأيت يحيا وعلي من الاستفادة من نسبة كبيرة من المياه، بعد نقلها لصهريج بسعة 30 طنا، أطلقت صفقة ستفتح أظرفتها يوم 24 أبريل لبنائه بجبال "ويركو". أما الأسر الثماني التي تقطن بدوار أيت مينوش على الجهة الأخرى لجبال ويركو، فستبني الجماعة، في الشهر المقبل، صهريجا من سعة 12 طنا، لتزويدهم بهذه المادة الحيوية، يؤكد محمد التجاني، رئيس المجلس الجماعي لتديلي مسيفيوة، لهسبريس.