جل الأطفال يعانون مشكلة الواجبات المدرسية داخل المنزل، في الوقت الذي يحتاج فيه الطفل إلى الراحة من عناء يوم دراسي مكثف كثيرا بالبرامج والفقرات، يجد نفسه مكبلا بمجموعة من الأنشطة والتمارين التي ترهق فكره وذاته، وهو مشكل عويص يعانيه الطفل داخل البيت بين إكراه الوالدين وإكراه الأستاذ ، في حين أن الطاقة الاستيعابية للطفل لا تتحمل هذا الجهد الفكري الكبير والذي قد يساهم في تدهور حالته النفسية والبدنية، كثير هي الأسئلة التي تراودنا من خلال طرح هذا الموضوع خصوصا تلك التي تتعلق بالأسباب والنتائج. مؤخرا خلص باحثون أستراليون على أن الواجبات المنزلية لا تجعل الطفل متفوقا على أقرانه داخل الفصل الدراسي. وقد أثبت أن قضاء وقت كبير في الواجبات المدرسية يسفر عن نتائج تعليمية أقل وقد تم تعزيز هذا البحث بنتائج بحث آخر في الولاياتالمتحدةالأمريكية مفاده أن الدول التي تفرض على طلابها واجبات منزلية كثيفة لا يترتب عليها تحقيق نتائج جيدة في الترتيب الدولي ، في حين أن الدول التي لا تفرض واجبات منزلية كثيرة على طلابها تحتل المراكز الأولى في التحصيل العلمي. إن الرأي المدافع عن فرض واجبات منزلية على الأطفال داخل البيوت يعزز طرحه في غالب الأمر على أنها تساهم في تعزيز الانتباه لإدارة الوقت والمهارات التنظيمية الأولى، في حين أن هذا الطرح يعتبر خاطئا لأنهم يطورون هذه المهارات فقط كنتيجة للتفاعل أكثر من كونها نابعة من داخلهم، خصوصا وأن الأم جنرال داخل البيت أمام أطفالها لأنها قد تتسامح في كل شيء إلا الواجبات المدرسية ، فالطفل يحرف داخل البيت من عدة أشياء ومقابل تحقيقها له تخليص جميع الواجبات حتى تصبح الأم راضية عنه. جل الأسر غالبا ما تعزي كفاءة الأستاذ إلى حجم التمارين التي يفرضها فرضا على تلاميذه داخل البيت، هذا الشيء معمول به على الصعيد العالمي ليس فقط في وسطنا العربي، لأن جل المدارس خصوصا منها الخصوصية تحاول تلميع سمعتها بواسطة الواجبات التي تفرضها على التلاميذ داخل البيت وهو في حد ذاته لؤم كبير لا يدركه إلا ابن الميدان. إن الإفراط في الواجبات المنزلية له نتائج عكسية ولا يؤدي في حد ذاته إلى التقدم الدراسي خصوصا وأن البيت مكان للراحة وليس العمل والمدرسة هي المكان الوحيد للدراسة ، وإنجاز جميع الواجبات المدرسية بل لا يجب أن تتعدى الواجبات المنزلية نصف ساعة ، والدليل هو ما تقوم به مدارس فنلندا التي أثبتت فعالية نظامها التعليمي من خلال نتائج الاختبارات، وفقاً لإحصائيات منظمة التعاون والتنمية، إنها واحدة من بين أفضل خمس دول في التعليم لأن دوامها المدرسي ينتهي في الساعة الواحدة بعد الظهر، ليستفيد التلاميذ من الوقت المتبقي للقيام بنشاطات أخرى. نحتاج إدخال أنظمة تعليمية جديدة على الواجبات المدرسية المنزلية التي ينبغي أن تكون عالية الجودة. هذا يعني أن تكون محفزة ومثيرة. للاهتمام، وغير مبالغ فيها. وأن تبعث على النشاط ليتفاعل الأطفال مع الآخرين خلال أداء واجباتهم المدرسية مما سيساهم في رفع المردودية وبناء شخصية تتمتع بالاستقلالية لا تؤمن بمبدأ الاستهلاك والاستغلالية. كما يجب على الآباء عدم إرغام أبنائهم على الواجبات المنزلية لكي لا يصاب الطفل بالملل مع ضرورة التواصل مع الأساتذة لمعرفة مدى تحصيل أبنائهم داخل القسم وإيجاد حلول كفيلة برفع مستوى تحصيلهم عوض إثقال كاهلهم في البيت بتمارين مكثفة غالبا ما تصيب الطفل بالإرهاق الفكري.