الأمطار تُغرق شوارع الرباط وسلا .. والسكان يتنفسون تحت الماء

في ساعات قليلة، تحوّلت مدن الرباط وسلا وتمارة وضواحيها، اليوم الخميس، إلى بِرك ومسابح عائمة، بسبب الأمطار الغزيرة التي تهاطلت خلال فترتي الصباح والزوال؛ وهو ما جعل العديد من السكان "يتنفسون" تحت الماء.
وشلت الأمطار الكثيفة، التي شهدتها الرباط وسلا على الخصوص، حركة السير في أغلب أحياء المدينتين، فتحوّلتا إلى مناطق شبه معزولة، بعد أن ارتفع منسوب مياه الأمطار، واختنقت المجاري؛ وهو الوضع الذي أرغم عددا من سائقي السيارات على التوقف.
وبدت شوارع العَدوتين غارقة في مياه الأمطار، حيث لا يكاد يبدو من السيارات إلا نصفها، بينما يتراكض مواطنون للاختباء من الزخات المطرية القوية؛ فيما هرع آخرون إلى وضع متاريس عند الأبواب لمنع المياه من دخول البيوت.
وغرقت أحياء الفرح والمعاضيد والتقدم ويعقوب المنصور والعديد من المناطق الأخرى بالعاصمة الرباط في الوحل والأمطار، وشوهدت السيارات وقد حبسها منسوب المياه عن الحركة، فيما بدت أحياء وادي الذهب والقرية وتابريكت والرحمة وسعدي حجي بسلا شبه منكوبة.
وقال محمد بارودي، سائق سيارة أجرة من الحجم الكبير بمدينة سلا، في تصريحات لهسبيرس، إنه توقف عن العمل وعاد أدراجه إلى بيته، بعد أن شعر بخطورة الوضع، واستحالة الجولان في شوارع المدينة، منتظرا إلى أن تتحسن الظروف الجوية.
وتابع بارودي بأن هناك منازل في حي مولاي إسماعيل قطاع 2 بمدينة سلا غمرتها مياه الأمطار، وتعرضت بعض المنازل لأضرار مادية، بسبب ابتلال أفرشتها وأثاثها، خاصة المنازل التي توجد في الطوابق التحتية.
وأفاد الحسين يوعابد، رئيس مصلحة التواصل بمديرية الأرصاد الجوية الوطنية، في تصريحات لهسبريس، بأن كمية الأمطار في الرباط وسلا بلغت خلال الفترة الممتدة بين الساعة العاشرة صباحا والساعة الثالثة عصرا حوالي 47 مليمترا.
ووصف يوعابد هذه الكمية بالكثيفة والقوية خلال ساعات قليلة، والتي مردها إلى سحب ركامية استمرت أكثر من أربع ساعات مستمرة، بخلاف الدار البيضاء التي عرفت بعض الانفراجات ولم تشهد ما شهدته مدينتا الرباط وسلا.
وقال المتحدث إن هذه السحب الركامية متمركزة نحو المغرب، وتأتي بكتل هوائية مباشرة من المحيط الأطلسي، لتهم بشكل أكبر المناطق الساحلية، وحتى الداخلية، مبرزا أن منطقة الرباط وسلا والغرب لوكوزس كانت أكثر المناطق استقبالا للأمطار هذا اليوم.
وبعد أن أورد يوعابد بأن هذه التساقطات المطرية الكثيفة التي همت عددا من المدن في البلاد سوف تنخفض تدريجيا يوم غد الجمعة، أشار إلى أن "الطقس سيستقر في عدد من أنحاء المملكة ابتداء من يوم السبت، لتعود الأمور إلى طبيعتها".