تجاهلت الجزائر خطاب الملك محمد السادس في القمة الإفريقية اليوم الثلاثاء، والذي وصفه مراقبون بالقوي والتاريخي، وتوقفت عند قرار الاتحاد الإفريقي المصادقة على عودة المملكة إلى كرسيها الشاغر، معتبرة هذه العودة انتصارا لما سمته الشعب الصحراوي، فيما تحاول جبهة البوليساريو استمالة موريتانيا. وبخلاف زعماء أفارقة أثنوا على مضامين خطاب العاهل المغربي، آثرت الجزائر عدم التعليق رسميا على الخطاب والاكتفاء بتحويل النقاش من عودة المملكة إلى الاتحاد الإفريقي إلى كونه انتصار لما يسمى "الشعب الصحراوي"، وفق تعبير عبد القادر مساهل، وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي. مساهل صرح، عقب انتهاء القمة الإفريقية، بأن انضمام المغرب إلى منظمة الاتحاد الإفريقي يعد انتصارا كبيرا للقضية الصحراوية، لكون المغرب سيصبح العضو الخامس والخمسين في الاتحاد، بوجود "الجمهورية العربية الصحراوية الديمقراطية" كعضو مؤسس للاتحاد"، حسب تعبيره. وأفاد الوزير الجزائري، نقلا عن وكالة أنباء بلاده الرسمية، بأن هناك "شروطا لانضمام البلدان، وأن العقد التأسيسي للاتحاد واضح بهذا الخصوص، ويتعين على المغرب الانضمام إلى هذا العقد التأسيسي روحا ونصا"، مشددا على أن "قبول انضمام المغرب يتم وفقا لشروط الاتحاد الإفريقي". وغفلت وسائل الإعلام الرسمية بالجارة الشرقية التطرق إلى خطاب ملك المغرب، بالرغم من أنه كان الحدث الأبرز في القمة الإفريقية اليوم، بالنظر إلى ما حمله من شحنة عاطفية وواقعية وسياسية قوية؛ بيْد أنها، بالمقابل، ركزت على انتخاب الرئيس عبد العزيز بوتفليقة نائبا لرئيس الاتحاد الإفريقي. وأوردت الوكالة الجزائرية بأن زعماء إفريقيا أشادوا، خلال جلسة اليوم، بالرئيس بوتفليقة، بفضل ما وصفته "التزامه الثابت بقضايا القارة السمراء"، وبأنهم ذكروا أن بوتفليقة كان أصغر رئيس للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبهذه الصفة يكون قد أسهم بشكل واسع في تحرير القارة الإفريقية". وفي سياق ذي صلة، أبدى إبراهيم غالي، زعيم جبهة البوليساريو، كثيرا من التودد لموريتانيا، خلال أشغال الدورة العادية الثامنة والعشرين لقمة رؤساء دول وحكومات المنظمة القارية، حيث حرص "الانفصالي الأول" على لقاء الرئيس محمد ولد عبد العزيز، والذي تغيب عن "المأدبة الملكية" مساء الأحد، وحضر نيابة عنه وزير الخارجية. وتباحث غالي وولد عبد العزيز، في لقاء ثنائي، حول العلاقات الثنائية والتعاون المشترك، وآفاق العمل المستقبلي بين الطرفين، سواء على المستوى الثنائي أو في إطار الاتحاد الإفريقي. كما تناقشا بشأن المستجدات الراهنة لقضية الصحراء على صعيد الأممالمتحدة والاتحاد القاري. والتقى غالي، في أروقة القمة الإفريقية التي انتهت أشغالها اليوم، كلا من الرئيس التنزاني، والرئيس الناميبي، والرئيس الزامبي، والرئيس الجنوب إفريقي، والرئيس الزيمبابوي، والوزير الأول الجزائري عبد المالك سلال الذي يمثل بوتفليقة، وكلهم زعماء بلدان تعارض الوحدة الترابية للمملكة.