أكد الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة ورئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، أن بلاده اختارت الحسم مع الماضي، والعمل مع شركائها على أرضية التعاون البناء لتعزيز جاهزية العالم لبناء مستقبل أفضل، لما فيه خير الأجيال المقبلة. وقال المسؤول الإماراتي، بمناسبة فعاليات اجتماعات مجالس المستقبل العالمية أمس بمدينة جميرا في دبيالإماراتية، "نحن في الإمارات جزء فاعل في الجهود العالمية الساعية إلى خير الإنسانية وضمان مستقبل أفضل، ونؤمن بأن التعاون البناء هو المحرك الحقيقي لإحداث التغيير الإيجابي". وأضاف المتحدث ذاته أن "المستقبل لا يأتي إلينا بل نحن من نستشرفه ونشكله، ونمسك زمام المبادرة في ابتكار تقنياته وتوظيفها لتحقيق التنمية والتطور وبناء اقتصاد قائم على المعرفة"، متابعا "لا نقف في موقع المتفرج، بل الفاعل والمؤثر في دوران عجلة المستقبل عبر المسرعات والابتكار وتوظيف العلوم والتكنولوجيا". وفي كلمته التي ألقاها في الجلسة الافتتاحية، أكد محمد عبد الله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، أن اجتماعات مجالس المستقبل العالمية تعقد فعالياتها اليوم بالشراكة بين حكومة الإمارات وبين المنتدى الاقتصادي العالمي، لبحث واستشراف المستقبل في ظل ما يواجهه عالمنا من تحديات وما توفره الثورة الصناعية الرابعة من فرص. واستطرد القرقاوي: "تمكنت دولة الإمارات، خلال 45 عاماً ومنذ تأسيسها، من تحقيق قفزات كبيرة في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والمعرفية، وهيَ شغوفةٌ باستشراف المستقبل؛ لأن الإمارات جزء من منطقة لها تاريخ في تشكيل مستقبل العالم، وبفضل الرؤية المستقبلية للمؤسسين أدركت منذ زمن طويل أهمية استشراف المستقبل". وأضاف المسؤول ذاته بأن "العالم في عام 2016 تجاوز نقطة اللاعودة بالنسبة إلى التغير المناخي والمتمثلة في تجاوز نسبة انبعاثات الكربون 400 جزيء في المليون، وهو الحدُ الفاصل الذي بتجاوزه لن نستطيع السيطرة على التغير المناخي وآثاره مالم نتخذ اليوم قرارات حاسمة". وقال القرقاوي: "في ظل هذه الظروف، سيرتفع معدل طلب سكان الأرض على المياه، بنسبة 40 في المائة عما سيكون متوفراً بحلول عام 2030، وسيحتاج العالم أن ينفق 90 تريليون دولار على مشاريع البنى التحتيةِ خلالَ العشر سنوات المقبلة لمواجهة هذه المتغيرات المتسارعة والمرتبطة بتغيرات المناخ وزيادة الطلب على المياه وزيادة عدد السكان". وأردف وزير شؤون مجلس الوزراء الإماراتي أن "العالم أنتج خلال السنتين الماضيتين فقط 90 في المائة من إجمالي البيانات التي بين أيدينا اليوم؛ وهو ما أسهم في إحداث ثورة في عالم الذكاء الصناعي، وزاد فعالية تعلم الآلات خمسين ضعفاً، وجعل السيارات تقود ذاتها لمئات الملايين من الأميال"، متابعا بأن "هذه الثورة ستقلص فرص العمل في الاقتصادات المتقدمة بنسبة 50 في المائة، وفي الاقتصادات الناشئة بنسبة 85 في المائة". وأشار القرقاوي إلى أنه مع المتغيرات المتسارعة يتفاقم شعور حكوماتِ العالم وسكانه بعدم اليقين والترقب؛ وهو ما يتطلب إعادةَ النظرِ في الرؤى والإستراتيجياتِ، والسياساتِ والمستهدفاتِ والأطر التنظيمية والتشريعيةِ، ومع هذه المتغيرات يتعاظم إحساس الحكوماتِ والمؤسساتِ والأفرادِ بالمسؤوليةِ تجاه العالم والأجيال المقبلة.