قبل ظهور "تطبيقات المواعدة" عبر شبكة الإنترنت للتعرف على أشخاص جدد أملا في العثور على شريك الحياة المثالي، كان من الضروري أن يتمتع المرء ولو بقليل من الحظ في محيط دائرة معارفه الشخصية للتعرف على شخص قد يصبح في المستقبل أكثر من ذلك. والعثور على الشريك المثالي لم يكن يوما مهمة سهلة، لكن في وقتنا هذا باتت هناك العديد من المنصات المبتكرة على شبكة الإنترنت تساعد على التعرف والتواصل مع أشخاص يبحثون عن نفس الهدف، وبالتالي يعزز هذا من فرص العثور على "نصفك الآخر". ولاستخدام هذه المنصات، تتمثل الخطوة الأولى في تسجيل بياناتك الشخصية في أحد التطبيقات ثم خلق بروفايل خاص بك، وبذلك ستصبح جاهزا للبحث بين البروفايلات الأخرى عن الشخص الذي تعتقد أنه قد يكون مناسبا لك، ومن هنا قد يحدث أي شيء، فقد ينتهي الأمر بتجربة حب عابرة أو يحالفك الحظ وتعثر على حب حياتك. وتساهم تطبيقات المواعدة في تيسير ومضاعفة فرص العثور على الشخص المناسب لأنها تتيح للمستخدم التعرف على أشخاص كثيرين يمكن إيجاد الشريك المناسب بينهم، لكن من أجل تحقيق هذا الهدف والاستفادة لأقصى درجة من هذه المنصات يجب أن يتم استخدامها بطريقة فعالة، بحسب ما يؤكده ممثلو الشركات الرائدة في هذا المجال. ويقول ممثلو تطبيق "Shakn" المتخصص في المواعدة، أن هذا البرنامج يتيح للمستخدم التعرف على أشخاص جدد من خلال الإطلاع على البروفايل الخاص بهم والذي يشاركون من خلاله تجاربهم الشخصية الأكثر حيوية واللحظات الخاصة والهامة في حيواتهم من خلال الصور والتعليقات وملفات الموسيقى التي تعبر عنهم. أهم النصائح للحصول على بروفايل جيد: يقول خوسيه مينجيث، مؤسس منصة "Shakn" إنه "من أجل الحصول على مزيد من الخيارات والفرص عبر تطبيقات المواعدة، يجب أن يستعين المستخدم بصورة بروفايل جيدة يمكن رؤيته من خلالها بشكل واضح، بالإضافة إلى ملىء أكبر كم من البيانات" لإضفاء أكبر قدر من المصداقية. لكن مينجيث يحذر من أن الصورة والبيانات الشخصية التقليدية مثل العمر والمهنة والطول، إلخ، ليست كافية، نظرا لأن المستخدم الآخر يرغب في معرفة المزيد عن الشخص وراء البروفايل قبل أن يتخذ الخطوة الأولى للتواصل معه. ولذلك، يتمتع تطبيق "Shakn" بخاصية "Momentos" أو "لحظات" التي تتيح للمستخدم التعبير عن نفسه بشكل فوري من خلال مشاركة أغنية أو صورة أو كتاب أو مقولة أو تسجيل مصور، أو حتى رسالة صوتية. وأبرز مؤسس التطبيق أن هذا الأمر "يسمح للمستخدم مشاركة لحظات من حياته اليومية على البروفايل الخاص به ليراها الآخرون حتى يتمكنوا من معرفة كل شىء عنه -بداية من مظهره وحتى هواياته والأشياء التي يحبها- وبالتالي سيسمح ذلك بتكوين فكرة عن أسلوب حياة هذا الشخص ومعرفة ما إذا كان مناسبا أم لا، بشكل مسبق". ويقول ممثلو "Shakn" إنه يجب "الاستفادة لأقصى درجة من التطبيق لجذب المزيد من الأشخاص، وذلك من خلال تقديم أفضل صورة عن أنفسنا"، مشيرين إلى أن الصورة الفوتوغرافية الجيدة عليها عامل كبير أيضا. وفي هذا السياق، أكدوا على أهمية "ظهور الوجه بوضوح في صورة البروفايل، وينصح بأن تكون الخلفية لمكان له أهمية بالنسبة إلينا، فضلا عن ضرورة الاستعانة بصورة حديثة وواقعية دون الإفراط في استخدام الرتوش أو الإكسسوارات التي قد تخفي ملامح الوجه مثل النظارات الشمسية أو القبعات". ومن الضروري أيضا إبراز الجانب الأفضل من شخصياتنا خلال المحادثات وإبداء الاهتمام بشخصية الطرف الآخر، لأن هذا الأمر هو الذي سيعزز إمكانية للقاء الأول، بحسب القائمين على هذا التطبيق. وينصح ممثلو تطبيق "Shakn" بالتعارف بشكل شخصي ونقل العلاقة إلى العالم الواقعي، نظرا لأن هذه المنصات تتيح للمستخدمين التعرف على أشخاص جدد، لكن هذه التجربة لا يمكن أن تظل حبيسة العالم الافتراضي، ومن ثم يجب الالتقاء بالأشخاص الذين يعجبونك وجها لوجه لتناول العشاء أو القهوة على سبيل المثال. لكن في نفس الوقت أكد القائمون على التطبيق على ضرورة أن يجري اللقاء الأول في أماكن عامة مع إخطار شخص موثوق به بهذا الميعاد، مشددين على أن عامل الأمن هام للغاية. ومن جانب آخر، يوجد تطبيق "Happn" المبتكر الذي يركز على البحث عن مستخدمين أخرين مررنا بالقرب منهم في الحياة الواقعية في محيط المنطقة التي نقطن بها أو نتردد عليها (في شارع ما أو مقهى أو حافلة..إلخ) وذلك من خلال نظام تحديد المواقع (GPS). وبهذا الشكل، سيظهر لك على الصفحة الرئيسية للتطبيق بروفايلات جميع مستخدمي "Happn" الذين مررت بهم في لحظة ما مع عدد المرات التي تصادف فيها وجودكما في نفس المكان والزمان، وإذا شعرت بالإعجاب نحو شخص ما وبدا هذا الإعجاب متبادلا، يمكنكما التحدث والالتقاء. ولاستخدام هذا النوع من المنصات المتخصصة في المواعدة، تقدم لنا ماري كوسنارد، المسئولة في "Happn" عشر نصائح عملية للاستفادة من هذه التطبيقات التي يمكن تحميلها على الهواتف الذكية والحاسبات اللوحية التي تعمل بأنظمة "أي أو إس" و"أندرويد" و "ويندوز فون". البروفايل: 1- ثلاثة صور للبروفايل هو العدد المثالي. "العديد من الأشخاص الذين خضعوا لاستطلاع في هذا الصدد، يعتقدون بشكل عام أنهم يحتاجون لرؤية ثلاث صور فوتوغرافية على الأقل لتكوين رأي صحيح عن بروفايل ما". 2- لا تأخذ الأمر بشكل جدي أكثر من اللازم "هذه ليست سيرتك الذاتية، كل ما عليك فعله هو التحدث عن شخصيتك بشكل يثير فضول الأخرين، من خلال الاعتماد على خفة الظل في وصف نفسك، وسيكون لذلك تأثير جيد فالجميع يحبون روح الدعابة". 3- حاول إثراء البروفايل الخاص بك من خلال مشاركة المزيد من الأشياء عن شخصيتك وحياتك. "تذكر أن المظاهر ليست كل شيء، لذلك عليك إثراء البروفايل الخاص بك باستخدام الأدوات التي يتيحها لك التطبيق مثل كتابة تعليقات تعبر عنك أو الاستعانة بصورة تعكس الحياة التي تعيشها أو مشاركة أحب الأغاني إلى قلبك". اللقاء الأول: 4-اختر المكان المناسب. "تجنب الأماكن المليئة بالضوضاء، فالاستماع إلى الشخص الذي ترغب في التعرف عليه أمر جوهري. لكن في نفس الوقت عليك أن تختار أماكن عامة لأنها المرة الأولى التي تلتقي فيها بهذا الشخص وجها لوجه ومن المهم للغاية أن تشعر بالأمان". 5- المحادثة والسلوك. "حاول إبراز الجانب الأفضل من شخصيتك لكن دون مبالغة أو كذب، وكن على سجيتك، واحذر التطرق لموضوعات شائكة مثل التحدث عن شركاء الحياة السابقين أو مناقشة السياسة أو الدين أو حتى كرة القدم في بعض الحالات!". 6- ماذا أرتدي؟ "لا ينبغي المبالغة في الاحتشام ولا في إظهار الكثير أيضا. الأفضل هو اختيار ملابس تظهر جمال الشخص وتشعره بالراحة وتتسق مع أسلوبه اليومي في ارتداء الملابس حتى لا يتسبب أي من الطرفين في إحراج للآخر". استخدام التطبيق: 7- اجعل رسالتك بسيطة. "يستغرق البعض وقتا طويلا في التفكير في العبارة المثالية لإذابة الجليد، لكن ينبغي بدء المحادثة بالكلمات التقليدية العادية مثل 'كيف الحال' أو ببساطة شديدة 'مرحبا'، ومن هنا ستتطور المحادثة بشكل طبيعي". 8- انتقل من العالم الافتراضي إلى الواقعي في أقرب فرصة ممكنة. "اعتاد البعض قضاء الكثير من الوقت في التحدث عبر التطبيق قبل الاتفاق على موعد، للتأكد أولا مما إذا كان هناك انجذاب أو توافق بين الطرفين". 9- لا تستخدم الأشخاص للتسلية. "تذكر أن وراء كل بروفايل هناك شخص حقيقي، عامله كما تحب أن تعامل أنت". 10- اخرج وعش حياتك. "تطبيقات المواعدة مجرد أدوات قد تسهل عليك مهمة التعرف على أشخاص جدد، وتوسيع دائرة معارفك. لكن لا ينبغي أن يؤثر ذلك على حياتك الواقعية والاستمتاع بها".